الإدارة بالزيارة

من الواضح أن وزارة الصحة السعودية لم تتعلم من حادثة تبديل المواليد في نجران. القصة أخذت حقها الإعلامي، والبعد «التركي» في تلك القضية زادها زخماً… طرح الجميع أفكاراً وحلولاً وعلّقوا آمالاً لتلافي القصور… ولكن! عدم التعلم من الأخطاء يزيد من تفاقمها، لذلك يتابع المجتمع السعودي قصة المولود المخطوف من مستشفى الجوف. وصلت الجائزة لمن يدل عليه إلى 350 ألف ريال. ربما يكون قلب المرأة التي قامت بخطفه، إن كان لها قلب، يقطر دماً على هذا المبلغ.
في رسالة يذكر الدكتور سعود الرويلي، وهو من سكان المنطقة، أنه رُزق بمولود في شهر رجب الماضي وعند ذهابه إلى المستشفى دخل بيسر وسهولة إلى غرفة المواليد، ووجد فيها عشرة مواليد وعدداً من الزوار! يعلق الدكتور سعود بأنه كان منزعجاً من احتمالات إصابة المواليد بالعدوى، ويقترح جملة من الضوابط، مثل كاميرات المراقبة والحلقات المعدنية التى تطلق أصواتاً، الخ… والذي أعرفه أن الزوار والمهنئين بالسلامة يذهبون إلى غرف الأمهات، وليس الى غرف حاضنات المواليد، لكنها صحة 2008، واعتقد أن القضية إدارية بحتة.
اختلف الناس في تقويم الزيارات المفاجئة للمسؤولين الى المستشفيات. قسم منهم انشغل بإجابة السؤال الآتي: إذا كانت مفاجئة فكيف علمت الصحافة وصورت؟ أما القسم الآخر من المهتمين فلم يشغلوا أنفسهم بهل هي مفاجئة أم لا ؟ بل تساءلوا عن الجدوى والنتائج. فماذا تحقق في التحسين والتطوير؟ لا شيء يذكر، الخدمات الصحية الحكومية على حالها، والطلب يتزايد، لا يزال الحصول على سرير مثل الحصول على لبن العصفور، ومن لا يملك الواسطة يصبح مثل «النخلة الماسطة»، والمواعيد بالأشهر، وما زالت الأخطاء الطبية في تفش، ولجان التحقيق لا تعلن شيئاً يذكر مقارنة بما ينشر، على رغم إعلان عن زيادة عددها.
لا اشك في أن الزيارات الميدانية تتطلب جهداً وتفرغاً يحسب للوزير متى حققت نتائج تنفع المراجعين، ولا يفهم استغراب الوزير من مسؤولين تحت إشرافه لا يغادرون مكاتبهم المكيفة. الأمر الايجابي الذي قرأته في تصريح الوزير أنهم بدأوا يفكرون بأن إدارة المستشفيات تحتاج إلى إداريين. لعلنا نرى هذا حقيقة واقعة… لنفاجأ مفاجأة سعيدة بتغييرات جذرية، فنكسب إداريين ولا نخسر أطباء.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

8 تعليقات على الإدارة بالزيارة

  1. abofay كتب:

    اسلام عليكم وشكرا دوما
    انا من السعوديين الذين من اللة عليهم بالتأمين الطبيى عن طريق العمل
    الملاحظة اننى عند مراجعت المستشفيلت الخاصة لا تجد المرجع السعودي(قليلين )
    هل هو ذنب المواطن انه لا يملك التأميت الطبيى
    جميع الاجانب المتواجدبن يملكون تأمين طبيى

    اين الخلل
    مع تطورنا وتقدمنا المواطن اخر اهتمامتنا

    امل ان اكون على خطاء
    ابو فى

  2. مواطنة كتب:

    الاخطاء بوزارة الصحة عد واغلط
    انا لو اكتب لك معاناتي

    تسويها سلسلة مقالات وتزداد مبيعات جريدة الحياة << بدون مبالغة
    ولااااااااااااااااازلت اعاني ولازالت في مشكلة

    لكن اللهم اني خصيم هذه الوزارة الى ان تأخذ لي حقي

    ولن أرضى الا بانتقامك يالله

    شكرا لمقالاتك المفيدة

  3. ابو نواف كتب:

    اه ه ه هه يا وطني!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  4. الأركيوبتركس المزراق كتب:

    بسمـ الله الرح ـمنـ الرح ـيمـ ..

    السلامـ عليكمـ ورحمة الله وبركاتهـ ..

    بالبدايهـ أشكرك على المقال الرائع ..

    مقال يضرب على الوتر الـ ح ـساس ..

    الأخطاء الطبيهـ .. فالنقل أنها واردهـ وجل من لا يسهو ..

    لكن الرقابهـ الطبيهـ .. والأدارهـ الطبيهـ .. هل يعقل تـ ج ـاهل هذا أيضاً …

    المشكلهـ تكمن في أنه حين يود المسؤل أن يقوم بجولهـ بالمستشفى . يخبرهم قبل قدومه بيومين ..

    وحينا إذا يقومون بالأهتمام فقط خلال هذه الأيام التي تسبق قدومهـ ..

    نحن نطالب بالرقابهـ الطبيهـ التي تأتي على حين غفلهـ .. لكي ترى ما نحن نراهـ وتشعر بما نحن نشعر بهِ ..

    يجب أن يكون حتى على الدكتور مسؤل .. ورقيب ..

    أيعقل هذا : أن والدتي ضلت تتعالج عن مرض السكري ثلاث سنوات .. وبعد سفر دكتورها وتبديلهـ بآخر قال أن المريضهـ لا تعاني من السكري ولا تحتاج لكل تلك الأدويهـ التي كانت تتعاطها .. !!

    لا أود الإطالهـ حتى لا أتشعب أكثر ..

    فالمقال .. ناطق عن لسان المظلومين في وجهـ من ينام على وسادة من حرير .

  5. ماجد محمد كتب:

    يابن الحلال خلها على ربك
    لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي

  6. واحد من الناس كتب:

    شكرا لك واتمنى ان لايصبك الياس اكتب واكتب ولابد مهما طال الزمن ان تجد صدى لماتكتب انت تكتب بضمير المواطن الغيور والحريص على الاصلاح وليس مجرد انتقاد

    ولكن لايجب ان نحمل وزيرها المانع كل المسؤليه

    من وجهة نظرى ان هاذ الذى يحصل هو ما بناه طيب الذكر لا عاده الله الحجيلان هو والشبكشى هم من زرع ذلك
    ولكن لايعفى المانع مما يحصل يجب عليه ارسال مجموعات كبيره من موظفى الصحة الى الصادر والوارد وابدالهم بعقول شابة واعطائهم الصلاحيات
    تحياتى لك وتسلم يدك

  7. محمد الفارس كتب:

    للأسف يا أستاذي أن وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم من أكثر الوزارات التي تحصل على حصة الأسد في ميزانية الدولة وللأسف ايضاً ان هاتين الوزارتين من أكثر الوزارات فشلت في النهوض بالدور المأمول بها.

  8. فلاح الجهني كتب:

    عندما أقرأ هذا المقال اتذكر وفاة والدتي رحمها الله و معاناتي مع وزارة الصحه والتي قدمت لها جميع الوثائق والإثباتات وبعد أن تأكد ت الوزارة من صحة شكواي وتقصير منسوبيها كان الجواب منهم ماذا تريد من الشكوى هل تطالب بتعويض مادي فقلت لهم العوض على الله عز وجل ولم يتم محاسبة المقصرين ومازالت أخطاء وزارة الصحة تتكرر ومعاناة المواطن تزداد ولا حياة لمن تنادي ولكن الله يمهل ولا يهمل عليه توكلنا هو حسبنا ونعم الوكيل

التعليقات مغلقة.