فتات الاكتتابات

أكتب سعياً لتحقيق شيء من التوازن المفقود في توفير الفرصة العادلة للقاعدة العريضة من المجتمع، في مقابل كيانات ضخمة قوية منظمة تمتلك إدارات محترفة ومستشارين يعملون على مدار الساعة، والشأن هو الاكتتابات. اكتب مع علم بأن مفاوضات محمومة تدور الآن، إما لإدارة اكتتاب ما أو معه! سعياً للحصول على قطعة لذيذة منه بيسر وسهولة.
لمزيد من الإيضاح للقارئ الذي يقوم حالياً بتصوير دفتر العائلة للحاق باكتتاب «بترو رابغ»، أعود إلى نشرة الاكتتاب، إذ تفيد بأن المستثمرين من المؤسسات تمت مخاطبتهم من مدير الاكتتاب قبل الطرح «بحسب معايير خاصة محددة مسبقاً من هيئة سوق المال»، وقد تكون لهذا علاقة بنظام «بناء الأوامر»، الذي أرادت به الهيئة حلاً لمشكلة المبالغة في علاوة الإصدار في فترة ماضية، واستطاعت النجاح إلى حد ما.
قد يكون إجراء روتينياً إنما المفترض إشراف هيئة سوق المال عليه، ليخضع لتدقيقها، إذ إنها المعنية بحكم الاختصاص، لتحقيق التوازن وعدم استئثار طرف أو أطراف بحصص على حساب الشريحة الأكبر عدداً وهم الأفراد المكتتبون.
لأننا هنا أمام تكتلات تمثلها البنوك ويديرها من له علاقة بالبنوك، أو خرج من رحمها، وتخدم في النهاية كبار الملاك فيها.
وكنت قد اقترحت هنا قبل أيام، تخصيص كامل فترة الاكتتاب للأفراد وحصرها عليهم، بحيث تكون قاعدة نظامية، فإذا انتهت الفترة ولم تتم التغطية يمكن طرح الفائض للبنوك والمؤسسات المستثمرة، ولم يجد اقتراحي من هيئة سوق المال أي تعليق أو أثر، كأنها تعيد صناعة نفسها في مرحلة مضت عندما كان الكل يكتب وينادي بصوت عال وهي «صموت».
أمامنا أكثر من اكتتاب مهم وبعض منها سيطرح بسعر عشرة ريالات للسهم أي من دون علاوة إصدار، وهي في العادة ما تكون رخصاً سيادية منحتها الحكومة السعودية لمشاريع استراتيجية مثل النفط (بترو رابغ) أو الاتصالات (زين)، إضافة إلى بنك «الإنماء» وغيرها، والأصل أن تعطى الأفضلية للمكتتبين الأفراد طوال فترة الاكتتاب، مطلوب من هيئة سوق المال أن تلتفت لهم، إذا كان الهدف تشجيعاً للادخار وتوفير فرصة حقيقية للمواطن في مقابل ارتفاع شاهق للأسعار وضغوط معيشية، فلماذا لا يؤخذ بهذا الاقتراح؟ ثم أن في نفسي شيئاً من المفاوضات التي تتم بين إدارات الشركات التي يعتزم طرحها والبنوك التي تدير وتلك التي تضمن والتي تساند قبل الطرح، فمن الذي يضمن لنا تحقيق الفرصة العادلة للمواطن في مقابل كيانات منظمة قوية تدير وتفاوض وتكتتب أيضاً؟
لدي قناعة بأن مثل هذا الاقتراح… البناء لو وصل إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، حفظهما الله تعالى، وهما الحريصان على راحة ورخاء المواطن، لوجدناه حقيقة أمام أعيننا.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

9 تعليقات على فتات الاكتتابات

  1. صالح كتب:

    فعلا, اتمنى أن يؤخذ في هذا الاقتراح البناء بأن تحصر الاكتتاب على الافراد أولا واذا لم يتم التغطية يطرح الفائض للبنوك والصناديق

  2. عبدالرحمن القرني كتب:

    تسلم على اقتراحك واتمنى ان يسمع لان اليوم تم اعلان الاكتتاب في زين
    ب700 مليون سهم و الانماء بمليار و(كسور) سهم وهذي مناسبه لتحسين الاوضاع ……… من خلال هذه الاكتتابات

  3. محمد الفارس كتب:

    رغم انني انسان متفائئئئئئئئئئئئئئئئئل لحد الجنون ولا أبغض أكثر من التشاؤم

    ولكن هنا انا متششششششششششششششائم لحد الجنون

    تسلم يدك الجميلة على الطرح المتميز

  4. ابوراكان كتب:

    ممكن للاقتراح ان يرى النور ولاكن كلعاده بعد فوات الاون
    هذه عادات مسؤلينا الكرام………
    على العموم شكرآ يا ابوسعود مع انك تنفخ في قربه رايحه فيها

  5. أم مرام كتب:

    لاشل الله يديك ولا أوقف لك قلما
    وبارك في البطن التي ولدتك

    قول آآآآآآآآآآآآمين

  6. شكراً لأهتمامك بمعاناة اخوانك المواطنين ورغبتك في اسعادهم…ولكن لاحياة لمن تنادي….فلازال هناك الكثير ممن يقتلون هذه الامال والطموحات….لك تحياتي

  7. خالد الضاحي كتب:

    فعلا يا استاذ عبدالعزيز…من الواجب ان تكون الاكتتابات للمواطن اولا
    والا فانها اكتأبات وليس اكتتابات

  8. ابو سعد كتب:

    السلام عليكم يا إستاذ عبدالعزيز بما أن الميزانية ممتازه وفيها فائض أقترح أن يتم توزيع أسهم بنك الإنماء على أفراد الشعب السعودي بتساوي لكل فرد يكون عمره 18 سنة فأعلى كتحسين وضع لأفراد الشعب مع غلاء الأسعار وأويد أقتراحك ان تكون الأولوية للمواطن

  9. الحربي كتب:

    استاذي العزيز

    البلد ينحدر بشكل مروع الي الراسمالية القذرة المتوحشة

التعليقات مغلقة.