وقفات

أطرف ما قرأته خلال الأيام الماضية أن بعض المتسولين تمكّنوا من التدخّل في توقيت إشارات المرور، بحيث يتم إطالة فترة الإشارة الحمراء مما يتيح لهم «إشاعة العدل» في المرور على جميع جيوب سائقي السيارات المتوقفة والشحاذة. الخبر نشرته «الوطن» والمكان «أحد رفيدة» في منطقة عسير، ومنه يتّضح إلى أين وصلت الأفكار العبقريّة لدى المتسولين، لن أستغرب لو تطوّر الأمر إلى فتح الإشارات بالإتاوات، فإذا طال أمد فتح الإشارة الحمراء وأنت واقف تنتظر… انظر حولك وابحث عن متسولين. يمكنك بريال أو خمسة ريالات «تغيير الواقع» وإحالة ضوئها إلى أخضر؟
***
يُخلط الخبر بالرأي لدى عدد من صحفنا المحلية، إذ نشرت احدى الصحف خبراً عن تعميم جديد لمصلحة الجمارك. العنوان كان كالتالي: «الجمارك تفرض عشرة آلاف ريال على المستوردين وتصادر المبلغ بقرار المختبر» والخبر بدأ بـ«فاجأت الجمارك جميع التجار… الخ»، ومنه تتلمّس رائحة استياء من الإجراء، مع أن المبلغ المطلوب هو تأمين يردّ لصاحبه عند عدم الإخلال بالتعهدات، هو تأمين للتسهيل، تُفسح البضاعة مع التأمين، والتعهد بعدم التصرف بها إلى حين ظهور نتائج الفحوص المخبرية، لماذا لا يفتّش الصحافي عن الأسباب؟ الجمارك تبيّن لها أن هناك من يسيء استغلال هذه التسهيلات ويتصرّف بالبضاعة من دون انتظار نتائج الفحص وفي ذلك خطورة على صحّة المستهلكين، لا أجد أن مبلغ عشرة آلاف ريال كافية، بحسب قيمة البضاعة وهامش الربح يمكن للبعض التضحية بها، لو كنت من الجمارك لأعلنت أسماء من تصرّف بالبضائع من دون فحوص مخبريّه مع غرامة أكثر دسامة… لأن في ذلك إخلالاً بالأمانة… هذا إذا أردنا حماية الناس فعلاً.
***
طريق الإمام سعود بن محمد «مخرج 9» في الرياض أصبح منذ أشهر طريقاً سريعاً أكثر يسراً، بعد فتح النفق الجديد، والحركة في ازدياد مع الإصلاحات التي يُعمل عليها في طريق الملك عبدالله الموازي. الحاجة باتت ماسّة لإقامة أكثر من جسر للمشاة على هذا الطريق، منظر النساء والأطفال والرجال وهم يتراكضون أمام فوّهات الأنفاق التي تقذف بسيارات مسرعة لا يخلو من أخطار، لعل أمانة مدينة الرياض تلتفت عاجلاً الى هذه الحاجة قبل أن تتعدد حوادث الدهس.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على وقفات

  1. فيصل الفهيـــــــــد كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أستاذي العزيز أبو أحمد
    لماذا لا تتم دراسة من يقوم بأعمال التسول ؟
    ما الحاجة التي دفعت هؤلاء الناس لمثل هذا العمل ؟
    هل هي الحاجة أم العادة التي جبلوا عليها .
    المجتمع بأكملة مسأؤل عن حدوث مثل هذه الأمور .
    يوجد ناس بحاجة ماسة لمثل هذه الأعمال .
    أما أي أمر يتم من خلاله الإضرار بالمواطن والمستهلك فلواجب في مثل هذه الحالة هو الإشهار والغرامة المالية الكبيرة .
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

  2. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله.أبو أحمد
    الله يستر بس أخاف أحسن يهديهم تفكيرهم بأن يلعبوا فى الافتات الأرشادية لتغيير مسارات
    السائقين حيث هم يقطنون ويتجمعون ولاد الأباليس دولت المفروض أن أدارة المرور مشكورة تعيين لهم رجال متخصصين فى مكافحة التسول والجريمة المرورية لكثرة تواجدهم
    دائمآ فى أماكن مفترق الطرقات والأشارات والمواقف الخاصة بالسيارات فى الأماكن العامة
    والله حتى ممشي طريق. الملك/عبدالله لا يخلو منهم أصبحوا يمثلون خطر واجد كثيرآ على
    المجتمع..سلمت يمناك..أستاذى الغالى.
    ودام النجاح.

  3. ابو ريان كتب:

    الحين جت على الاشارة اصبر الى باتسر شف وين بيصلون له هذا وهم متسوليين، اهنيهم بصراحه خل ادارة الصيانه في الاداره العامه للمرور تتحرك شوي وتغيير قفل كباين الاشارات …

    يا جمارك ما نقول شي …

    مخرج 9 وغيره يا ابو احمد ما دري من تلوم تلوم الناس تقطع الشارع ولا تلوم الشارع نفسه

    نهاركم كله خير

التعليقات مغلقة.