مسلسل بطله خفيّ ولا تنتهي حلقاته؟

الحمد لله تعالى على كل شيء من نعم لا تحصى، منها وجود الولايات المتحدة وأوروبا على هذه الأرض، لتحدث فيها الأزمات فيخرج مسؤولون لدينا للحديث عنها وأنها هي- أي تلك الأزمات – سبب أزمة داخلية. تخيّل عزيزي القارئ لو لم تكن أميركا وأوروبا موجودتين، هذا يعني لا قدّر الله تعالى أننا سنعيش في حالة صمت مطبق دائم وسرمدي… مهما حدث في بلادنا، والشواهد «عدّ وأغلط».
لذا لابد من النظر إلى تلك المجتمعات والدول التي تحكمها بما فيها من أنظمة ومؤسسات حكومية وخاصة محترمة تُظهر للعلن كلّ قصور وإخفاق وتلاعب، فلا تترك الناس في «حيص بيص»، بل تواجهه جهاراً ونهاراً وتقول للمخطئ ما يجب أن يقال وتفعل ما يجب أن يفعل.
لكن، من العجيب تناقض التصريحات، الأول تصريح رئيس هيئة سوق المال الدكتور عبدالرحمن التويجري من أن انهيار الأسهم السعودية الأخير والكبير سببه خارجي لا محلي، لا تتوافق معه تصريحات بعض محافظي البنوك المركزية الخليجية التي طمأنت الرأي العام من عدم تضرر البنوك المحلية من الأزمة المالية في أميركا، ربما لأن البنوك المحلية محصّنة، أو الأرباح الكبيرة تغطّي الاستثمارات الضائعة مثلها مثل الديون المعدومة… الله أعلم… إنما الانتقائية واضحة.
حسناً… ما هي إذاً أسباب الانهيارات الكبيرة المتلاحقة في سوق الأسهم السعودية قبل الإثنين الأسود الأميركي وتوابعه؟ الصمت عن الحديث عنها يشير إلى كونها أسباباً محلية، ولأنها محلية فلن يتم الحديث عنها!
السلطات في الولايات المتحدة الأميركية تدخلت بضخّ سيولة، حتى بعض الدول الخليجيّة مثل الكويت، تدخلت بضخّ أموال وشراء في سوق الأسهم الكويتية. وفي تصريح رئيس بنك الكويت الوطني إبراهيم دبدوب لـ«العربية» شاهد على ذلك، فهو لاحظ، وهي ملاحظة خبير.
السؤال: هل يتمّ التدخل في السوق السعودية أم تعتبر أزمة خارجية لا دخل لنا بها مثلها مثل غيرها؟ طارت أسعار النفط فتواصل انخفاض سوق الأسهم واستمر طرح اكتتابات فيها ما فيها و«تغطيس» السوق بزعم التعميق، وقرارات بالكوم لم ينظر في أثرها، انخفض النفط أيضاً فواصلت سوق الأسهم انخفاضها المتتابع. يدعوني هذا لاقتراح تعديل اسم السوق ليصبح «سوق الأسهم السعودية المنخفضة».
الصورة الكاريكاتورية في مخيّلتي عن سوق الأسهم السعودية أنها محشورة في «أتوبيس» «مظلل ومقزز»، «سائقه والمعاونيّة»، وسط موسيقى صاخبة لا تسمح بسماع  تنبيه أو استغاثة، قد قرروا محطّة الوصول مسبقاً من دون خريطة واضحة، لذلك هو يسير مسرعاً في طرقات وعرة «بطانيج» ومنحنيات مفاجئة إلا عن «ناس وناس». الركاب أكثرهم  تناثر في الطريق على الطعوس والصخور، أما من تبقّى منهم على الرمق فهم أحوج ما يكونون  إلى إنعاش… لن يأتي  لسوابق مشهودة طازجة… و «عاش من طرح»  أما «المنطرحون تحت العجلات» فلهم السميع العليم… ونعم بالله تعالى.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

7 تعليقات على مسلسل بطله خفيّ ولا تنتهي حلقاته؟

  1. سلطان عبدالله كتب:

    ماذا تريد منهم ان يقولوا

    انهم لم يجدوا طريقه للقضاء على التضخم

    الا عن طريق سوق الاسهم

  2. مواطن كتب:

    يارجال صرحوا لانه فيه شي يرمون عليه المشكلة فطلعوا كل واحد يلهث ويصرح لكن اسباب المشاكل الداخلية اتحدي واحد منهم يقولها مو بسبب انهم مايعرفونها لا يعرفونها لكن مايقدرون يتكلمون والاخبار تتسرب من تحت الى تحت
    عموما سوق الاسهم اللي يدخلة عندنا فيعتبر نفسه داخل لعبه قمار يا ربح يا خسر كلش .. لذلك نصيحة خلوكم بالاكتتابات ام عشره وبس ولا نزلت تداول بيعوا اما مضاربه واستثمار واسهم بعلاوة اصدار انحاشوا كله هك بهك ولا يهمونكم المحللين كلهم من اولهم لاخرهم مروجين لاشخاص بعمولة وشرهات
    ومن حصل ريال ياكلة هو وعيالة بدال مايؤكل منه وهو يناضر ويتحسر

  3. عبدالعزيزالعقيل كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .

    استاذي الفاضل عبدالعزيز طرح اكثر من رائع وفي الصميم .

    بارك الله فيك

  4. عابر كتب:

    استاذي الكريم
    ما احوجنا للكثير من امثال قلمك الذي يلامس هم المواطن بروح وطنية

  5. سليمان الذويخ كتب:

    السوق وما ادراك ما السوق يا ابا احمد
    هناك الكثيرون يظنون انها بيد جماز والا جمباز والا التويجري او التجوري !!
    هؤلاء اقول لهم تداركوا انفسكم فالنمره غلط يا جماعه!
    السوق بيد مافيا من حمران العتاري يلعبون لفلان وعلان ممن استمرأوا رؤية القتيل يتخبط بدمه قبل أن يموت ..
    لن اطيل عليك فأنا في خاطري شيء عليك يا ابا احمد
    واليوم لقيت متنفس اعلق علي موضوعك في موقعك
    وتمنيت لو اني طويل حبتين
    طول نفس اولا … لأكتب حتى اغرق متصفحك ..
    وطول قامة لكي ازنطك اذ لم ترد على الإتصال ما تبي احد يهنيك برمضان :)

    شكرا لك
    سليمان

  6. أبوسلطان كتب:

    الأخ أبو أحمد موضوع جيد ولكن الحل هو على المساهم أن يترك السوق والأسهم (( يملكون هاالنلس عقل والا ما يملكون ) أوادم ولا بهايم السوق سوق قمار وبدون أى ترتيب أو دراسه (((( وأنا أبو أحمد أشبهه بمباريات الحواري أللي لا حاكم ولا محكوم فيها ألا للقوي وللي هو (((((( …… يترى من ,,,, المنظم للدورة …. ليش … علشان ياخذ فريقه الكاس والبطولة ولا تروح افلوسه خساره ويبرر كل يوم لفوز فريقه مرة الحكم ومره طرد فريق كامل ومرة لاعب كل هذا علشان يفوز ((( والمشكله ينظم كل سنه دورة حواري ويجمع فلوس من الفرق الرياضية والنهايه ((( يفوز ويربح فريقه ))) والفرق الثانية مستعدة كل سنه علشان الكاس والنصاب يقول معليك منهم ((( لا يهمونك ))) … منظم الدوره …. بيجون كل سنه ننظم لهم دورة كرويه رياضية وناخذ فلوس التنظيم (( ويفوز فريقنا وناخذ الكاس … ويا غافل لك الله

  7. صلاح السعدى محمود كتب:

    حياك الله. أبو أحمد
    جميل الله يعطيك ألف عافية .
    مبدع دائمآ ” إلى الأمام دام النجاح..

التعليقات مغلقة.