طريق الخير

فعل بسيط لم يستلزم الكثير من الجهد بقدر بعض التفكير والتوجه الإيجابي، إلا أنه ساهم في اعتماد سيدة على نفسها، بما يعني خروج منزل وأسرة من قائمة الاحتياج إلى خط الإنتاج. «الحياة» نشرت خبراً عن أحد المحسنين في الرياض علم بحال «أم عبدالله»، وهي سيدة سعودية محتاجة، فكلفها بعمل وجبات إفطار رمضان للصائمين في المسجد، فأصبحت امرأة عاملة تحقق عائداً مجزياً لها ولأسرتها بكرامة، أفادت واستفادت، وبحسب ما ذكر الزميل أحمد المسيند فإن «أم عبدالله» كانت ترفض الصدقات وتقول: «لا تعطوني مالاً ولكن علموني كيف أناله».
أصبحت خلال الشهر الكريم تجهز أكثر من مئة وجبة يومياً بدخل يصل إلى سبعة آلاف ريال حلال بعرق الجبين.
نحن في حاجة إلى تعميم مثل هذه الأفكار البسيطة والمجدية. ومنذ زمن اعتمدت سيدات سعوديات على الطبخ المنزلي للراغبين، وجبات شعبية وغيرها، وهو توجه محمود إلا أنه محدود، والأمل أن تستوعب أنظمة البلديات هذا التوجه، تيسيراً وتسهيلاً لا تعقيداً، بحيث تشجع السيدات  اللاتي يعتمدن على أنفسهن في إدارة تلك الأعمال. ففي هذا توطين للعمالة.
ما فعله الأخ المحسن عمل كبير أجدى من دفع المال موقتاً. أصبح للسيدة مهنة وخبرة.
ومنذ أيام تنشر وزارة الشؤون الاجتماعية السعودية إعلانات في الصحف تحض فيها المحسنين على دفع الزكاة والصدقات للجمعيات الخيرية المنتشرة في البلاد، واكتفت بوضع رقم هاتف، مهما كان خط الهاتف «متجاوباً» فهو لن يفي بالغرض على الوجه الأكمل، وعندما بحثت وجدت عبارة في رابط الجمعيات الخيرية بموقع الوزارة تقول «لا يوجد محتويات لهذه المجموعة حالياً».
قبل الشهر الكريم نشرت أخبار عن تقدم مشروع الوزارة في الربط الآلي للجمعيات الخيرية، ولعل في هذا الربط مزيداً من الشفافية لأعمال هذه الجمعيات وصرف الأموال من حساباتها التي نتطلع إلى دعمها وتنشيط أعمالها خروجاً عن العمل التقليدي للوصول لكل محتاج بحسب الاختصاص.
في مثل هذا الوقت من كل عام يرابض موظفون من جمعيات خيرية أمام أجهزة الهاتف استقبالاً للاستفسارات، وهي مناسبة كي لا ينسى أهل الخير الجمعيات المعتمدة من زكاتهم وصدقاتهم.
صديقي «علي» أحد الناشطين في الجمعية السعودية الخيرية لمكافحة السرطان، دعاني للكتابة عنها إذ تحاول الجمعية سد الحاجة لرعاية من ابتلي بهذا المرض الخبيث الفتاك… المكلف، الحالات أكثر بكثير من طاقة المستشفى التخصصي، وهي في حاجة، مثلها مثل جمعيات أخرى متخصصة في رعاية المعوقين والأيتام والفشل الكلوي وغيرها. لو كان هناك رابط يجمع كل تلك المعلومات لتيسر التذكير وفكر الناس بقسمة الزكاة والصدقات على أكبر عدد من الجمعيات.

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على طريق الخير

  1. civilization كتب:

    اتمنى أن تقوم الجمعيات الخيرية بحملات في المدارس والجامعات لجمع التبرعات ، والتعريف بدورها ، وبحاجات المرضى و تكاليف العلاج و تشرك الطلبة في نشاطاتها حتى يرتبط الطالب بحاجات مجتمعه منذ الصغر فلا يحتاج فيما بعد لمن ينبهه إلى ذلك.

  2. فضل الشمري كتب:

    تعريض جميل وتحفيز نحترمه ونحترم صاحبه , جزاك الله كل الخير أباسعود وتقبل منك أعمالك الصالحه أنشالله , ولك السلام …!!!

  3. سليمان الذويخ كتب:

    ابا احمد
    مساك الله بالخير او صبحك ( أيهما يحين اولا ) مثل كفالة سيارة
    اخي الكريم اقولها ببساطة وخذني بحنانك بس لا تبعدني عن الوجود
    اقول لو كل حي من احيائنا في الوطن الغالي وكل شيء غالي هاليومين
    أقول لو كل حي فيه من الأرامل اتفقوا على ان تقوم تلك الأرامل بإعداد وجبات التفطير بدلا من بنغالي لا يعرف كيف يغسل يديه ناهيك عن احتمال ان يتعمد التلويث
    اليس ذلك مثالا لـ سمننا في دقيقنا والا بلاش احسن يزعلون علينا اهل الدقيق المهرب للخارج و السمن اللي ما عاد نسمع فيه الا بأساطير عبد الكريم الجهيمان طبعة بيروت

    دمت سالما غانما

  4. mansour كتب:

    باب الخير مفتوح في اي زمان وفي اي مكان ولكن لانسان يعرف الله ونتمنى من كل انسان مستطيع ان يساعدة من هو في حاجته ويكون الخير منتشر في طريق الانسانية

    الف شكر ولك خالص الود والاحترام

التعليقات مغلقة.