زكاة الشهرة

لأكثر من عام، وفي شهر رمضان الكريم، تلفت انتباهي جمعية البر في مكة المكرمة بإعلاناتها. هناك محاولة جادة «إعلامية – إعلانية» للتأثير في المتلقي، يبرز إعلانها التلفزيوني المبثوث في بعض القنوات الفضائية. وظفت الجمعية صورة رجل مسن وطفل يتيم للحث على التبرع بكلمات بسيطة مؤثرة.
ومن تجربة عملية سابقة، فإن بعض القنوات تقوم بتحمل جزء من كلفة الإعلان الخيري فتضعه في الوقت المناسب لها، لست أعلم الواقع الراهن، هل تغير من حيث تحمل الكلفة على رغم اتساع أوقات البث. أيضاً من الذاكرة كان الحصول على فرصة إعلانية أوقات الذروة الرمضانية في القناة الرسمية يستلزم جهداً مكثفاً واتصالات وخطابات وربما استجداء، وقد يبث الإعلان مرة أو مرتين وربما لا يبث، على رغم أنه من وظائف القنوات الرسمية التعريف بالعمل الخيري. المشكلة أنه كلما زاد الإعلان التجاري كان على حساب فرص بث الإعلان الخيري.
لا ينبغي للجمعية الخيرية أن تصمم إعلاناً جذاباً مكلفاً، وهي تعيش على تبرعات المحسنين، قد يؤدي هذا إلى ردود فعل سلبية، فكلما كان الإعلان بسيطاً مؤثراً حاوياً المعلومات المهمة الرئيسة كان لافتاً أكثر للمشاهدين، أو القراء ومدعاة للتفاعل.
والملاحظ هو غياب مشاركة نجوم التلفزيون والإعلام «مع كثرتهم» من الدعوة للأعمال الخيرية إعلانياً، سواء أكانوا وعاظاً أم نجوم رياضة… وتمثيل، هل يتذكر أحد منكم مشاركة مؤثرة مثل تلك، مع كثرة برامج في أكثر من قناة للشخص الواحد؟
الأمر لا يقتصر على جمعيات أعمال الخير التقليدية، مثل البر والأيتام والمعوقين وغيرها، بل ينسحب الأمر على جمعيات التوعية الخيرية، مثل التوعية بأضرار المخدرات والتدخين وخلافه، لاحظ أنني لم أتطرق إلى السلامة المرورية لأنها منسية، حضور الحديث عنها يبرز عند نشر إحصاءات موجعة.
لا أضع كل اللوم على المشاهير فضائياً، ولا أتخيل بخلاً في الظهور الخيري المجاني من معظمهم، بل ربما يكون السبب هو عدم قدرة على الاستقطاب من الإدارات في العمل الخيري، لكن، وهم المتسيدون للإعلام والشاشات والأكثر حضوراً وتأثيراً، أرى أن المبادرة منهم منتظرة ومتوقعة، وفيها، كما هو معلوم، حث على عمل الخير، والدال عليه كفاعله.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على زكاة الشهرة

  1. سعاد الشمرى كتب:

    اعجبنى انك تساءلت عن دور مشاهيرنا بالفن او الرياضه وأنا اكمل بالشعر وبالمجتمع وحتى رجال الدين خاصه المعروفين والذين بفعل الفضائيات صاروا أكثر شهره من الفنانين وينافسونهم بالأجور..انت تستجديهم بالمشاركه بالعمل الخيرى ولو فى رمضان وكأنك تخاطب نجوم هوليود والعالم الغربى الذين يتسابقون على العمل الخيرى وتنظيم حفلات التبرعات وتخصيص جزء من مدخولهم لمساعدة المحتاجين ف العالم الثالث او لأبحاث السرطان او للتوحد..صناعة النجوميه فى عالمنا العربى متأخره جدا ومزجها بالخير مستحيل جدا..فأنا لم ارى اى تجمع لنجومنا على غرار نجوم هوليود مثلا من اجل دعم السلام فى العراق او رفع الحصار عن غزه او لبناء مستشفى ما فى احد مناطقنا المنكوبه او لأيتام المسلوبين او او او… ماأكثر الآلام حين تعدها؟؟؟ وحتى الفضائيات التى استمسخ طعمها وهم يقلدون بعضهم بالبرامج ولافكر جديد لم يجهد القائمون عليها لعمل حفلات يخصص ريعها لجهة معينه..ولكن هذه الفضائيات ونجومنا بالتأكيد حرصوا على برامج المسابقات المستنزفه لجيوبنا وكأن السوق السعودى ابقى بها شيئا!!وبالرعايات التى تحصل عليها مقابل هذه البرامج يذهب الأقل من القليل للمغرر بهم وللقناة ماتعجز عن عده..والسؤال هل يخصص القليل للأعلان الخيرى او الدعوه للسلم بالعراق والتحالف فى فلسطين؟؟ ولأكمل مأساة عقليتنا حتى الجمعيات الخيريه كم عرضنا عليهم حفلات ومناسبات وفعاليات برعايتها والمكاسب لهم فقط مانرجوه اهداف اسمى من مجرد الربح نتفاجأ بالعقليه البيوقراطيه الحكوميه بالرفض الشديد..اتدرى استاذى ما السبب؟؟لأنها لاتزال عقلية الموظف الحكومى الذى يستلم مرتبه ويستهلك ولا ينتج..فحتى الجمعيات الخيريه لاتزال شبه حكوميه ولم يسمح لها بالخصخصه بعد!!!

  2. سليمان الذويخ كتب:

    السلام عليكم ورحمة الله
    اتذكر في الرياض في العام 1417هـ أن احد فروع جمعية البر
    اتذكر انهم ذات يوم وضعوا الكثير من الاعلانات المطبوعة بالألوان والاخراج ..
    كانت عن الحقيبة المدرسية ..
    وبعد فترة وجيزة من وضعها في المسجد اذا بها تلقى في الشارع !!!!
    بعدها جاءت بطانية الشتاء فواجهت نفس المصير
    فاتصلت بهم وكان الرد م شخص يبدو انه غير مهتم الا بالشكليات
    اتذكر اني ختمت المكالمة بأن قلت له يا اخي اظن ان تكلفة طباعة هذه الأوراق تشتري لكم مالا يقل عن 50 او 100 بطانية جديدة لو وزعتوها لكان لكم اسهل ولمتلقي الصدقة اجدى وانفع .
    اليوم يا اخي صناديق البريد تمتلىء وارى من اخذها من الصندوق يضعها في اقرب حاوية ان لم يلق بها على الطريق فورا وبها من الآيات القرآنية ما يفترض عدم رميها
    ناهيك عن تكلفة البريد وغيرها

    اخي الكريم
    ابواب وأوجه الخير كثيرة ولكن من المستحق فعلا
    اهو ممن تخلفوا من العمرة والحج ويبحث عن مثل هذا
    ام ارامل تستحق فعلا ولا تعرف كيف تصل او تتصل
    ام اسر السجناء وهم شريحة لايستهان بها وبعضهم قضايا مديونيات

    ربك يصلح الأحوال بس هذا اللي اقول
    بارك الله فيك

  3. فيصل الفهيـــــــــد كتب:

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    أخي العزبز أبو أحمد
    القنوات التلفزيونية إذا لم تكن قنوات إسلامية ومعضم برامجها هادفة وبنائه فمن المستحيل أن يكون هناك إعلان خيري دون هدف منشود من قبل هذه القنوات .
    وإذا حصل ووجد إعلان خيري فإنه يكون في وقت غير مناسب .
    فالإعلان مهم من جانب التسويق والمربح والمقابل من هذا الجانب هو الفائدة .
    فأي بضاعة يسوق لها بشكل جيد يكون المردود المادي يفوق ذلك المسوق.
    فالسبب في عدم التسويق لمثل تلك الأعمال الخيرية هو عدم الإلمام في أغلب الأمور أو السبب خفي ولا يعلم به إلى الناس القائمين بتلك الإدارات الخيرية .
    اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفوا عنا .

التعليقات مغلقة.