صحافتنا ليست «حشرية» تلتصق بالحدث منشبة مخالبها، وإلا لكانت أبواب المسؤولين في المالية ومؤسسة النقد وهيــئة سوق المال مزدحمة بالمحررين، وإذا تم تصريف المحتشدين منهم من السكرتارية سيذهبون إلى المساجد يصلون العشاء والتراويح مع المسؤولين، «متركزين» عند الأبواب لطرح الأسئلة «الدبقة».
ذروة الحرج الآن لدى قسم من الفريق الاقتصادي الذي لا يمل من تكرار عدم تدخل الدولة ومؤسساتها في الأزمات المالية والاقتصادية التي مررنا بها، والسوق التي ستعدل نفسها… وآلية العرض والطلب، أعذار انتقائية تقال للتصريف؟
هذه زعيمة الاقتصاد الحر والرأسمالية وصنمها الكبير، الولايات المتحدة تدخلت «بيديها ورجليها» بل طالبت الكل بالتدخل.
إذا كان النظام المالي والقانوني في الولايات المتحدة على ما هو عليه من شفافية ومحاسبة وإعلام قوي، مقارنة بغيرها في العالم الثالث، ظهرت فيه كل هذه الثقوب السوداء الشافطة لمبالغ وأموال فلكية بكل تداعياتها التي تشابه انفراط حبات سبحة على سطح رخامي، فكيف الحال بأنظمة مالية وقانونية مستنسخة وأكثر قدماً منه، أيضاً هي لا تقارن بشفافيته ولا محاسبته، كيف الحال يا ترى؟ عدم وجود صحافة تلاحق يتوافق مع عدم توفر مكاشفة حقيقية… حتى ولو لاحقت بين فترة وأخرى وهو ما حصل في بلادنا. حتى مجلس الشورى عند نكسة الأسهم وتوابعها لم يستطع الحصول على أجوبة شافية، ولو فرضاً سأل هذا المجلس عن مقدار تضرر استثمارات الدولة من الأزمة المالية الأميركية لا أتوقع أن يلتفت إليه. في أميركا النسخة الأصلية ولدينا النسخة المخبأة على طريقة محركات البحث؟
إضافة إلى مسؤولية الجهات المالية والنقدية تجاه الرأي العام و «متانة» الاقتصاد، ولم يظهر أحد حتى الآن ليروي جزءاً من عطش الناس.
لسنا بحاجة إلى حبات بنادول لتسكين الألم، بل نحن أحوج ما نكون إلى مراجعة أنظمة مالية وبرامج اقتصادية استقيناها من هناك، نحن أحوج ما نكون إلى التفكر في نصائح البنك الدولي وصندوقه ومؤسساته ومستشاريه وعدم الجري وراءه في الصغيرة والكبيرة، فهو يدخلنا جحور الضبان بعد خروجهم منها ومعرفة دواخيلها بما فيها من محطات عقارب متحركة… هم جاهزون لبيع أمصال سمومها… فهي جزء من سلة الاستشارة.
أصحاب الأزمة ارتدت أسواقهم خلال الأيام الماضية أكثر من عشرين في المئة في حين سوقنا تتأرجح نزولاً، سوقنا المالية منذ بداية هذا العام تعتبر الأسوأ أداءً بين الأسواق الناشئة؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
لا وكملها السياري اليوم وطلع تصريح ان جميع استثمارات الدولة الخارجية في وضع أمن وين امن وامريكا وهي امريكا تضررت وانت حاط اموال الدولة في بنوك امريكية .. يذكرني تصريحه بتصريحه في 2005 بان المؤسسة لديها الاليات للحفاظ على سوق الاسهم في حال حدوث هزة وطلع ماعندة الا الخرطي واكيد في استثمارات الدولة ماعنده ماعند جدتي واكيد خسرنا الكثير والبنوك خسرت كثير بس نبه عليها تتكتم علي اسثتماراتها برا
وسلم لي على شفافية محافظ مؤسسة النقد المخضرم وكل الالوان لانه أبطي على كرسية
كل مشاكلنا يا صديقي تدور لتحط في منبع واحد لا غير تطرقت إلة أنت غياب الشفافية، و هي مشكلة تزداد تعقيداً كلما اتجهت راسياً إلى الأعلى، فأنت كمواطن حتى لو كنت عضو مجلس شورى موقر وتنادى بصاحب المعالي و تظهر كل ساعتين على قناة فضائية تظل في نظر السلطات (مواطن قاصر) لا يحق لك أن تسأل كيف؟ ولا لماذا؟ ولا من أين؟ أو إلى أين؟ فيكفيك أن يقول لك المسؤوول أن كل شيء تمام، و الإقتصاد (متين) و لا تسأل عن ما ليس لك به علم
و….
و أكتفي بهذا حتى لا يحذف التعليق
تحياتي لقلمك المخلص
السلام عليكم
اخي العزيز .. عبد العزيز
البنك الدولي ! نكته كمن يشك في لص يذرع الشارع جيئة وذهابا
ثم يستأجره ليحرس داره !
قبل سنوات اظنها عشرا
وفي قناة اليمن السعيدة وليست من القات ببعيدة !
وفي اجتماعات مجلس النواب المذاعة عبر تلفازهم وقف شخص مظهره لا يوحي الا بأنه خرج لتوه من مزرعته .. بملابس الفلاحين
وقف وقال : اذا اردنا ان نطبق ما يقترحه البنك الدولي فلننظر ما فعل بغيرنا من الدول التي جرت وراءه فجر عليها الخراب في اقتصادياتها .
اكتب هذا واتذكر احد الباكستانيين الذين كانوا يعملون ضمن فريق الـ ( يونيدو ) وانت تعرف ما اعرف !
هذا كان يعمل في احدى الجهات التابعة للمالية
وينسخ دراسات ويبيعها مرات ومرات
على انها استشارات !!!
مشكلتنا ان ابنائنا مهما تعلموا واكتسبوا من الخبرات فهم ليسوا اهلا ليقدموا خبرة
ولعلك تذكر ( مايكل ) وراتبه الخرافي ودوامه يوم واحد في الاسبوع !!!
اما الصحافه فهي في كل يوم .. آفه
قليلة المهنية كثيرة الكلافه
يقيم فيها واحد مسفها اسلافه
تسير دوما للوراء نجاحها خرافه
كتبت ارتجالا ههنا فالشعر عندي مزعج وخاطي يعافه
دمت سالما غانما