يعرف السعوديون قرصان البر، بضم الباء أي الدقيق الأسمر، وهو خبز كبير الحجم رقيق السماكة إلى حد يصبح معه شفافاً ترى الضوء من خلاله، وهو ما يتيح أيضاً رؤية أية شوائب عالقة، كأنه يؤكد دور الشفافية حتى في المأكولات!
ما زال هذا النوع من القرصان متوافراً، وإن اختلفت الأيادي التي تعجنه وتخبزه. وكان السعوديون قبل توحيد البلاد بقيادة الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى، يعرفون قرصان البر، بفتح الباء، إنما كان له اسم آخر «الحنشل» أو ما سُمي لاحقاً بقطّاع الطرق، وهو قرصان اندثر والحمد لله.
أما قراصنة البحر فهو أمر عرف في الحكايات وأفلام السينما، اللهم إلا لبعض سكان السواحل من مرتادي البحار للتجارة في الزمان الماضي، قبل ان تتطور الملاحة البحرية لتديرها شركات ضخمة ودول.
أمن البحر الأحمر مطروح منذ مدة، لكنه عربياً بقي حبيس النداءات، أما بحر العرب فليس لهم منه إلا الاسم! ومثلما فشلت الجامعة العربية في الصومال فشلت أيضاً في تأكيد الاهتمام بهذا الملف الأمني المهم، هذا مع أوضاع الصومال المعقدة وسواحل لها ممتدة أدت إلى نشوء عصابات يمكن أن تدار من أي مكان، هؤلاء في حاجة إلى المال، وأسهل طريق هو القرصنة، لكن الناقلة السعودية كبيرة الحجم والأهمية ربما تكون لقمة أكبر من ان تتحملها أفواه القراصنة فضلاً عن بطونهم، واستمرار قضيتها من دون حسم يعجل بالاهتمام الدولي بسلامة المسارات البحرية وأمنها، في الأوقات العادية كان اختطاف ناقلة مثل تلك بحمولتها الثمينة يصعد بأسعار النفط إلى أعلى المستويات ولم يحدث هذا! إذا أضفت ما تفعله ايران من إنشاء قواعد ومناورات في الخليج يفترض ان تصل أسعار النفط إلى ارقام جديدة صعوداً، كل هذا لم يحدث بل إن الأسعار إلى نزول… والتبرير انخفاض الطلب! في السابق كانت مجرد الأحاديث والتصريحات ترفع الأسعار!
لا يأتي قرصان البحر إلا من البراري ومع سهولة الإدارة بالاتصالات من أي مكان، وعدم وجود دولة قوية مسؤولة في الصومال، هناك ما يبرر الشكوك في ما يحصل ومن يقف وراءه، لقمة الناقلة الضخمة كبيرة على أفواه جياع، وبعدما أشغلت دول عربية بشؤونها الداخلية وأزمة مالية يجري سد الشرايين، ومهما كانت الجهات التي تقف وراء القرصنة دولاً أو منظمات متطرفة او عصابات فإن أمن البحار ومسارات النقل البحري فرضت نفسها دولياً، بعد أن كانت في يد العرب.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
حياك الله.أبوأحمد
عفوآ.. أبو أحمد
عندى سؤال ومن المستفيد الأن ومن الخسران…
‘إذ تكرمتم سعادتكم ننتظر الرد ولكم جزيل الشكر والإحترام: