خبر وتعليق

أصبحت بعض التعليقات على الأخبار الصحافية أكثر تأثيراً من الأخبار نفسها، أشرت سابقاً أن لدى المسؤول والباحث فرصة لمعرفة الواقع أو نسبة مهمة منه… إذا ما اهتم بقراءة التعليقات من دون حجب أو تنظيف… بحثاً عن تكامل الصورة، وحتى لا يكون أسير جهود واجتهادات الحلقة الصغرى المحيطة به، طبعاً أستثني التعليقات غير المسؤولة.
ضحايا الأسهم لفت انتباههم خبر المستثمر المفلس الذي طلب من وزير العمل السعودي البحث له عن فرصة عمل في حين كان… يا ما كان… يملك مليوناً من الريالات تبخرت بعد غوص المؤشر إلى القاع. الخبر «نشر في أكثر من صحيفة محلية»، بعضهم وجد في نشر الخبر إيحاءات بمستقبل السوق؟ اقترح على وزير العمل الدكتور غازي القصيبي، وهو المحب للاطلاع والقراءة، أن يرصد التعليقات ويحللها وهو المهتم بالواقع الاجتماعي والاقتصادي… وليأخذ «موقع» صحيفة «الرياض» نموذجاً.
***
السعودية تصدِّر زيت الزيتون إلى إسبانيا؟! لا بد من أن علامات التعجب والاستفهام تتراص في طابور مثل طوابير انتخابات أوباما في الطول… أمام هذا الخبر، «الحياة» نشرت تقريراً عن مهرجان الزيتون الثاني في منطقة الجوف شمال المملكة، حيث ذكر أن هناك 13 مليون شجرة زيتون مثمرة، والتصدير إلى إسبانيا أشار إليه مدير شركة الجوف الزراعية الدكتور عبدالعزيز الشعيبي… مبرراً ذلك بنقاوته العالية. لكنك تدخل إلى أي سوق كبيرة أو صغيرة في الرياض مثلاً ولا تجد من هذا الزيت شيئاً بتاتاً البتة! مع أن الرفوف حافلة بالزيوت البكر بحسب ما يقولون، الواردة من كل الدول… وبعبوات مغرية الشكل مرتفعة الكلفة. وقبل سنوات كانت لإحدى الشركات المساهمة محال ثم أقفلت. كيف يستقيم أو يقتنع… ببيع الزيت في حارة الزياتين… وحتى الجراكل والتنك تنهمر من الحدود… لست أدري؟
***
حتى وكالة الأنباء السعودية وهي تبث خبراً لوزارة التجارة عن الحليب الصيني الملوث لم تذكر اسمه، مع أنه ثبت تلوثه وخطورة ذلك. طبعاً محررها اعتمد على بيان التجارة «المغفول ذكره… فيه» على وزن المذكور، للإخوة في الوكالة أشير إلى أن الوكالات تشتغل صحافة ولا تقنع بما يصلها من دون شروح وإضافات. أما بيان التجارة الأخير ففيه تداخل «وعكرف لوي» يطول شرحه، «الزبدة» سؤال مشروع، ما هو الهدف من إصدار بيان تحذيري لا يذكر فيه اسم السلعة المحذر منها؟ لاحظ أننا آخر من «قال» بسحب علب الحليب وكأنها من حقوق السحب الخاصة؟ يا ترى في رقبة من وذمة من؟ الضحايا المحتملون من علم منهم ومن لم يعلم بأثر السلع الملوثة… إنني أدعو المعنيين إلى الخوف من الله تعالى… فهم مسؤولون حتى لو لم يحاسبوا الآن؟