مرزوقة الله يرزقك

حصلت المواطنة «المسنّة» مرزوقة الحربي على شيك بمبلغ 58 ريالاً تعويضاً عن خيمتها، أي سكنها، التي أتلفتها الرياح في قرية نائية. التعويض من الضمان الاجتماعي، وهو يستند إلى النظام… «15 في المئة من قيمة الضرر الذي يقدره الدفاع المدني». الزميل خالد السليمان كتب متفاعلاً مع الحالة الإنسانية… والضمانية، ومستغرباً من هذا الكرم الحاتمي الضماني، ومعه كل الحق إذ أصاب كبد «وكلاوي» الحقيقة.
أدهشتني الحالة «الحيادية» التي صبغت تعليق مسؤول الضمان، والخبر يشير إلى أن «مرزوقة» أصبحت في العراء بلا مسكن. إذا كانت الأنظمة صماء فلا يعني ذلك التحصن وراءها. الشأن الاجتماعي من اسمه اجتماعي يُعنى بأفراد المجتمع، وهناك روح لكل نظام، فإذا كان الضمان الاجتماعي يبحث عن الحالات المستحقة، فكيف يترك حالة بين يديه!
أعلم أن وكيل الضمان الاجتماعي رجل فاضل، وله جهد مشكور… منه ما أخبرني به إخوة من سكان محافظة الليث في وقت سابق. من هذا المنطلق «أتعشم» بمبادرة تعنى بحالة مرزوقة، الحالة الفردية، ومعني بتطوير الوعي لدى العاملين في الضمان الاجتماعي… الأخير صمام أمان ويكفي انه حصل على دعم متكرر من الحكومة. لا يعقل أن تفقد مسنّة مواطنة ضعيفة مسكنها الهش لتحصل على هذا المبلغ البسيط. أما إذا لم تتوافر لدى الضمان الاجتماعي مساعدة للمواطنة الضعيفة بسبب أنظمة أو أي عذر آخر، فلا أقل من أن يعلن ذلك ليفتح المجال لأهل الخير للتفاعل.
***
من خصائص بعض البنوك في السعودية أنها تستطيع إحراج الناس في حين أنها لا تُحرج أبداً وإن كانت على خطأ، ومن «المفارص» المستخدمة من البنوك «القائمة السوداء»، وهي قائمة تشرف عليها شركة «سمة»… التابعة للبنوك. أحد المواطنين فوجئ برفض عملية شراء عن طريق البطاقة الائتمانية، ولم يعلم لا هو ولا بنكه المصدر للبطاقة سبب الرفض. في الصباح الباكر وبعد ليلة مؤرقة اتصل بالشركة ليخبره الموظف أن عليه مطالبة من بنك آخر بمبلغ 18 ريالاً و32 هللة، مع أنه قام بالتسوية أو المخالصة مع البنك منذ سنوات ونقل حساباته منه إلى بنك جديد. مَن هو المسؤول عن إحراج الناس في مواقف كهذه؟ وما هي قيمة التسوية إذا كان البنك يستطيع عن طريق مفرص «سمة» إيقافك في أية نقطة بيع… بكل ما يعني هذا من شكوك من حولك فيك؟ السؤال موجه لمؤسسة النقد وإدارة الرقابة البنكية فيها. وأمام المحامين كنز لم يلتفتوا إليه.