«سكين» تعيد فتح ملفات

كانت حوادث اختطاف أو ضياع مواليد في مستشفيات جرس إنذار ينبه إلى حال الأمن في المستشفيات، لكن تعدد الحالات اللاحقة أشار إلى أن ردود الفعل لم تتجاوز محاولة الامتصاص الإعلامي.
وإذا كان شاب مريض نفسياً «كما نُشر» يستطيع الدخول إلى مستشفى والاعتداء على ممرضة بسكين فهي حادثة تحتّم إعادة الغوص في ملفات مفتوحة. خلال الفترة الماضية تعددت قصص الاعتداء من مرضى أو مرافقيهم على الطواقم الطبية أو العكس، لتتوّج بهذه الحادثة الشنيعة. يستدعي هذا أول ما يستدعي النظر في إشكالية التعامل بين المريض والطاقم الطبي ولِمَ هي تعاني من احتقان وعدم ثقة… وربما فوقية. إجمالاً السبب معروف وهو واقع الحالة الصحية، يبرز هنا عدم توافر أَسِرة وتشبع الخدمات… الخ المعلوم.
والحوادث تلك المتوّجة بسلاح أبيض تفتح ملفات الأمن في المستشفيات العامة والخاصة، وهي، إضافة إلى طواقم طبية من الواجب شعورها بالأمن والطمأنينة، تضم أيضاً… مرضى على الأَسِرّة لا حول لهم ولا قوة، وبينهم رجال ونساء وأطفال… يمكن استهدافهم ببساطة لأي غرض مريض. والحادثة تعيد فتح ملف أقسام الطوارئ وأحوالها، وهي أحوال لا تسر وتشمل ازدحاماً و «كركبة» يطول الحديث عنها. والحادثة أيضاً تفتح ملف الصحة النفسية وتعيد للأذهان ما حصل «كذا مرة» في مستشفيات الصحة النفسية، إضافة إلى قضيتها الأولى المعروفة بالطائف… تلك التي طويت إعلامياً على الأقل، فلماذا لم يحصل شاب مريض نفسياً مثل ذاك على سرير في مستشفى صحة نفسية؟ وكم هناك من أمثاله يتجولون في الشوارع أو يقبعون كقنابل موقوتة في منازل أهاليهم محوّلين إياها إلى جحيم، وماذا تفعل أُسر ابتليت بحالات مماثلة والحالة الصحية في الإمكانية والاستيعاب والقدرات، الحقيقة مكانك سر منذ أمد طال.
تلك الملفات قديمة… لا جديد فيها، وأمامها أعلن الكثير من الوعود عن طاقات صحية جديدة من مستشفيات وأَسِرّة، إنما لم يظهر شيء يخفف من حالة اختناق وصلت إلى حالات مضاربات واعتداءات وأخطاء الخ… وفي نموذج صحي متشبع مثل مدينة الرياض العاصمة، يستغرب المرء عدم التفكير أو القدرة على تطوير متيسّر «مع توافر أموال» لمستشفيات قائمة في المحافظات والمراكز المحيطة بالمدينة، بحيث تتعامل مع حالات طارئة بدلاً من إضافتها عبئاً على مستشفيات المدينة، بل إن بعض مستشفيات المحافظات كانت أحوالها من حيث الإمكانية وقدرات التعامل الطبي سابقاً أفضل بمراحل من حالها الآن! والأمثلة متوافرة. إن حقيقة النجاح في توفير الخدمات مقياسه الصحيح هو رضا المشمولين بالخدمة لا المدائح الصحافية بأي صيغة كانت.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على «سكين» تعيد فتح ملفات

  1. محمد الشريف كتب:

    مع ان هناك احتمال كبير لارتكابهم الجرائم بدون عقاب لأسباب الكل يعرفها وهو حاصل
    دائم اسمع الملامة عن وجود امكانيات للكن لاوجود للأفكار أو تطوير بعض الخدمات منها الطبية ككل .

  2. أبوعبدالله كتب:

    متى تتحرك وزارة الصحه في تطوير والتركيزعلى مستشفيات المحافظات والمراكز القريبه من العاصمه لكي تخفف الضغوط على مستشفيات العاصمه اليس هذا أجدى من البهرجه والمديح المصطنع في الصحافه اليوميه نأمل من وزاره الصحه أن تقوم بما عليها من مسؤليات وواجبات أمام الوطن والمواطن…

التعليقات مغلقة.