هل هو التأمين أم التشخيص؟

ازدياد التوجه الى التأمين الطبي في السعودية ينذر بأخطار إذا لم تحسن مراقبة أداء الشركات وعلاقاتها بالمستشفيات، هل الأولوية لحالة المريض أم لأمور أخرى؟ ويمكن فهم نوعية التوقعات السلبية إذا ما وضعنا في الاعتبار الحالة المتردية للخدمات الصحية.. أصلاً، وهي أمر معلوم قد خبر وكشف من دون تقدم يذكر.
لنأخذ حالة وقعت الأسبوع قبل الماضي.
تعرّض موظف فيليبيني الجنسية لألم حاد في الصدر واليد اليسرى، فنقله زملاؤه الساعة 11 صباحاً إلى طوارئ مستشفى «الهلال الأخضر»، طمأنهم الطبيب بعدم وجود مشكلة طبية بل هو ألم عضلي ناتج من الإرهاق، ووصف له مُسكّناً وطلب إعادته للمنزل. في الرابعة صباحاً من اليوم التالي عاد الألم للمريض لينقل مرة ثانية الى طوارئ المستشفى نفسه، مرة أخرى قال الطبيب إنه لا يستطيع فعل شيء ويمكن ترتيب موعد مع طبيب القلب الساعة التاسعة صباحاً، مطالباً بإعادة المريض الى المنزل، عند الساعة السادسة صباحاً توفي المريض.
هل هذا خطأ في التشخيص أم لا مبالاة لها أبعاد أخرى؟
اقتراح طبيب الطوارئ موعداً مع طبيب القلب يشير إلى شك طبي في الحالة، لكنه لم يقدم الخدمات المطلوبة لمثل هذه الحالات.. حفاظاً على حياة إنسان. لماذا؟ الجواب يعود بنا الى السؤال هل هو خطأ في التشخيص ناتج من قصور تأهيل أطباء ومراقبة جودة الخدمة أم لأن المريض لديه تأمين من الدرجة الثالثة!؟
هنا نأتي الى ماهية «الفائدة» المتوقعة من التأمين الطبي للمريض ومدى مراقبة تطبيقه مع شروط وعقود تشابه شروط بطاقات الائتمان، هي «دائماً» لمصلحة الشركات والمستشفيات.
توفي الفيليبيني جيسون، ومطلوب من وزارة الصحة السعودية التحقيق مع المستشفى لمعرفة الأسباب وإصدار ما يحافظ على حسن الخدمة ويحفظ حقوق الورثة. ويقول صديقي الذي أرسل التفاصيل إن زوجة المتوفى وأولاده الأربعة كانوا ينتظرونه قادماً بالهدايا لا محمولاً في صندوق، وهو يقترح، مع تأييدي لاقتراحه، إذا استمرت الأوضاع، أن يحال الإشراف على التأمين الطبي بأطرافه لوزارة التجارة.
أيضاً معلوم أن هناك اتفاقاً بين شركات «التأمين» الطبي مع المستشفيات على أخذ إذن بالفاكس لكل حالة مع رسوم تدفع عند كل طلب! هذا يعني أن المريض «سيتسوّل» ساعات إلى أن تعطف عليه الشركة وترسل الموافقة، لماذا موافقة بالفاكس على رغم وجود تأمين؟ لست أعلم ربما يكون العلم لدى الجهات المراقبة لشركات التأمين والمستشفيات.
الذين يراهنون على أن شمولية التأمين الطبي ستحسّن الخدمات الطبية، مدعوون للتأمل، أما الوزارة فإن من أولويات رفع جودة الخدمات الطبية الإسراع بالتحقيقات وإعلان الأحكام بشفافية، لأن استمرار إهمال أخطاء تكشف بوضوح أوضاع التشخيص الطبي.. ومدى كفاءة بعض الأطباء وإداراتهم، ستتكرر معه حالات مؤلمة مماثلة لما وقع للفيليبيني جيسون.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على هل هو التأمين أم التشخيص؟

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب سمعت اثناء مناقشة مابين بعض الزملاء حول وجود شركات تأمين بجانب ادارة المرور وكا ن احدهم من ذوي النئية الطيبة يسأل عن افضل هذه الشركات فاجيب عليه عن سبب سؤاله وهل يعتقد انه يمكن ان يتكل بعد الله على اي منها المهم بوليصة تأمين ان شاء الله من دكان (حسن الابكم ) من اجل تجديد الاستمارة .. ولاتسأل اي منها افضل للمعلومية استاذي حسن الابكم هذا صاحب دكان صغير بجانب الحرم المكى يبيع حليب ولبن وقشطة .. تحياتي استاذي .

  2. سري وائل البريك كتب:

    الاستاذ عبدالعزيز
    نكن لك كل الاحترام و نعجب عادة بكتباتك والمواضيع التي تطرحها
    و لكنا في مستشفى الهلال الأخضر نرفض استهدافنا بالاسم في عمود في الصفحة الاخيرة من كاتب له تقديره و مكانته دون اعطائنا فرصة لتوضيح ما حصل فعلا. ولك أن ترجع الى واجبات الصحافي من 1-20 في ميثاق شرف العمل الصحفي الموجود في موقعك. فضلا عن قرارات مجلس الوزراء و تعليمات وزارة الاعلام بخصوص تناول الاعلام للاخطاء الطبية.
    وللاسف فان كثيرا من المعلومات التي دونت غير صحيحة أو ناقصة وكان الاجدر أن تترك الحكم فيها لاصحاب الاختصاص في الطب والتأمين الطبي.
    وجل من لا يخطأ !

  3. قصي حسن كتب:

    السيد/ واثل البريك
    لم تشرح لنا تصحيحا للمعلومات غير الصحيحة و الناقصة التي إدعيت أن الاستاذ عبد العزيز قد أغفلها في مقالته !!!!!
    نعم … المعلومات الناقصة ان المريض قد راجع المستسفى الساعة 11 مساء ، وليس صباحا كما ورد كخطأ مطبعي في مقالة الاستاذ عبد العزيز ، ولقد راجع المريض المستشفى مرة ثانية الساعة الرابعة فجرا( أي بعد خمسة ساعات من مراجعته الاولى) وفي كلا المرتين طلب طبيب الطوارىء من أصدقاء المريض إعادته لمنزله حيث توفى جيسون الساعة السادسة من صباح نفس اليوم!!!!
    أنت تذّكر الاستاذ عبد العزيز بواجبات الصحفي وميثاق الشرف، ونحن بدورنا نذكركم بشدة بميثاق شرف مهنة الطب وقسم ابوقراط ( قبل الميلاد) وقبل إختراع آلات الطباعة.
    نعم جل من لا يخطىء( وليس “يخطأ “حسب رسالتك) ولذلك وعد الله سبحانه عباده الصالحين بالجنة، وتوعد غيرهم بالنار، أو بالقصاص في الحياة الدنيا.

  4. المهندس / سعد محمد كتب:

    الى مدير مستشفى الهلال الاخضر المحترم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

    انا أعاني منذ خمس سنين من القالون العصبي وبحكم قرب منزلي من المشفى أذهب اليه باستمرار. في حالة هيجان القالون لدي ومن كثرت زياراتي أكتشفت أشياء :

    1- نوم الطبيب العام أثناء عمله ( Elsayed.N )
    2- وجود دماء على الاسره و الارض في غرفة الطوارئ
    3- عدم أحترام المرضئ من قبل الدكتور و ممرضة الطورئ
    4- في حاله صرف دواء من قبل دكتور الطوارئ لايتم أعطاء المريض الدواء فورا بحجة ان الصيدلية مقفلة
    5- أحتساب نسبة 20% من قيمة الدواء علما أن شركة التامين لاتأخذ من السعوديين نسبة في الدواء
    6- أقفال الهاتف في وجه المريض

    وياسعادة المديركل هذا مسجل من قبلي بالصور والاوراق الثبوتية وأنا أتمنى ان أطلعك عليها لكي تعرف كيف هي خدماتكم للمرضى أقسم بالله العضيم لو ان المستشفى في واشنطن او لندن لكان أقفل منذ ان أفتتح

    لتواصل عبر الايميل

التعليقات مغلقة.