قال الدكتور فاروق الباز العالم الأميركي – المصري الشهير إن موجة الغبار في شبه الجزيرة العربية ستستمر لعشرة اعوام، وذكر ان اسباب إثارة الغبار بتلك الصورة هو حرب العراق، إذ أصيبت الأرض بأذى الآلة العسكرية مثلما اصيب الانسان، ما ادى إلى انجراف التربة. والباز عالم في مجاله، وهو زار السعودية أخيراً وأكثرت الصحف في نشر تصريحاته، ومما لفت انتباهي وحيّرني بعض تلك التصريحات التي تتناول نقص المياه الحاد المتوقع وخطورة ذلك، وهو أمر أُشبع نشراً وتحذيراً، وبيّن توقعاته بوجود خزانات مياه هائلة في الجبال المحيطة بالربع الخالي، هنا يصاب المرء بحيرة – من الحيرة لا البحيرة التي ننشدها – في إجابة لسؤال من صحيفة «الجزيرة» اقترح او استحسن الدكتور الباز حفر الجبال لاستخراج المياه الهائلة، حتى لا تذهب هدراً إلى البحر، كان يتحدث عن الاساليب الممكنة للاستفادة من المياه في وقت لم يحدده العلماء بعد، الامر ما زال خاضعاً للدراسة والبحث.
إلا أن ما يجب ان نتوخاه هو ان كل هذا توقعات وافتراضات حتى لو صدرت من علماء، اقول هذا لأن الجميع في السعودية لا ينسى ما قيل قبل عقود خلال مناسبة رسمية مهمة ومن فم مدير لواحدة من اهم جامعاتنا عن مياه تعادل جريان نهر النيل مئات المرات متوافرة تحت الأراضي السعودية، حتى توقع كل من سمع ذلك الكلام «ان يحفر ويشرب»، وكيف تم التصفيق لذلك الكلام المرسل والتوسع في مشاريع زراعية قامت على استنزاف المياه الجوفية ثم استفقنا على نقص حاد فيها، أدى إلى تقليص زراعة القمح ومحاصيل أخرى. فماء الشرب اولى، وما أنبه اليه هو الحذر من ان تؤدي بنا مثل هذه التوقعات حتى ولو كانت تسر الخاطر وتشرح الصدر إلى الركون والدعة وتكبير «المخدة» على مياه هائلة متوافرة في الجبال، مع اننا في واقع الامر المعاش نعيش نقصاً حاداً في الماء.
أعود إلى الغبار وهو من مسببات زيادة استهلاك المياه، إضافة إلى أضراره التي لا تحصى صحياً واقتصادياً على السكان وحتى مزاجياً، وانعكاسات ذلك على البلاد والعباد. على رغم هذه الموجات المتعاقبة لم نر اهتماماً علمياً يذكر، فإذا كانت الاسباب كما ذكر الدكتور فاروق الباز، فما هي الحلول؟ مثلاً هل نطلب تعويضات من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها، بسبب ما فعلته آلتهم العسكرية. ربما يكون التلويث الاشعاعي الذي طاول مناطق الحرب في الخليج اولى طلباً للتعويضات، إنما من المهم ان نواجه موجات الغبار بحلول، والسائد عند المختصين في بلادنا ما يتردد كل موسم ان التقلبات الجوية سببها موسم السرايا، فهل زادت مدة هذا الموسم عن الاعوام السابقة؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
السلام عليكم
حياك الله يابو احمد
والله انك صادق مره يقولون عندنا مخزون يكفينا مدرى كم سنه ومره تحس بعد سنه العالم بيذبحون على علبه مويه ام ريال
وهذا كله بعلم الغيب
شكرا لك
استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الف الف الف مبروك وربي يوفقك ويكفيكم شر العين استاذنا الحبيب ..
الدور الان على من حضر حديث هذا العالم والمفترض يرفع تقرير عاجل للمقام السامي الكريم مباشرة لاخذ التوجيه واحضار التجهيزات اللازمة لاستخراج هذه المياه من باطن الارض ولاسيما وان الاوضاع من سئ الى اسوء حتى ان البعض اشار الى ان الحروب القادمة ولعياذ بالله ستكون على المياه . وشكر استاذي
والله ما ورطنا بالديون الا هذا وامثاله اشترينا مزارع واخذنا قروض من البنك الزراعي ومن البنوك التجارية وبدينا نزرع ونعمل ونتوسع في مشاريعنا على امل زيادة في الانتاج نسدد الديون ونبني مستقبلنا وفجأة وبقدرة قادر يتوقف الدعم ويقّلص استقبال القمح …سبحان الله البحر الذي كنا نرقد عليه خلّص …حتى المعدات صارت ما تسوى شيء والكثير من المزارعين باعها خردة ايام غلاء الحديد 0
زبدة الموضوع من المسئول عن تحميل المواطن هذة الديون …بالتاكيد وزارة الزراعة فهل نُعفى عن الاقساط الباقية بعد ايقاف زراعة القمح ؟؟؟