دقة الأخبار وطمس الصور!

لا أفهم كيف تتعامل بعض الصحف المحلية مع أخبار وصور المقبوض عليهم في قضايا جنائية، على سبيل المثال الأسبوع الماضي نشرت «عكاظ»، صوراً للمقبوض عليهم في قضايا جنائية بوجوه مطموسة، في حين تنشر صورة كاملة لهندي قُبض عليه في خلوة غير شرعية مع خادمة، والأخيرة بجانبه، أحياناً تنشر الصور من الخلف، يقف المقبوض عليهم ووجوههم إلى الحائط ثم تلتقط الصورة، ولو كانت هناك مسابقة من طريق الرسائل المدفوعة لفك لغز «العلباة» أو القفا، لكانت صيغة النشر معقولة، فهناك العشرات الذين سيتفحصون الصور ولو كانت من الخلف، بحثاً عن عامل هارب، انتشرت صيغة النشر هذه في صحافتنا المحلية، وكأن هناك حساسية لدى بعضها من ذكر الجنسيات العربية.
وفي الرياض، نشر قبل أيام خبر بهذا العنوان «القبض على ثلاثة وافدين يروّجون 22 ألف حبة كبتاغون»، وأرجو أن تقرأ معي مقدمة الخبر، لنحاول الفهم سوياً: «تمكّنت فرق دوريات الأمن في منطقة الرياض من القبض على ثلاثة من الجالية العربية في إحدى الدول المجاورة كانوا يحملون كمية كبيرة من الحبوب المخدرة ومسكرات مختلفة وسلاح صيد شوزن ومبالغ مالية كبيرة». (انتهى)، وكأن هناك جنسية اسمها «العربية»، بل ربما يشطح بك الفهم لتعتقد – من صياغة الخبر السابق – أنه تم القبض عليهم هناك في إحدى الدول المجاورة!
لا أعرف سبباً لعدم ذكر الجنسية بدلاً من ظلم جنسيات أخرى بالقول: «من إحدى الدول المجاورة»، فهي أي الدول التي للسعودية حدود معها أكثر من عدد أصابع اليد الواحدة، فإذا كان الخبر موثقاً، فمن المهنية ألا يكون على شكل لغز، أما عند القبض على متسللين، فإن مصدر الخبر فقط هو الذي يحدد لك، فإذا كان من جازان عرفت أن المتسللين أو أغلبهم من اليمن. الأسبوع الماضي نشرت صحيفة «الرياض» على صفحتها الأخيرة، تقريراً عن اعتداء على سائقي شاحنات سعوديين (35 سائقاً) في الأردن، ووصف أحدهم ما تعرض له بالفاجعة، وبعد يوم واحد نشرت الصحيفة نفسها، خبراً في الداخل من مراسلها في تبوك ينفي فيه الخبر على لسان الناطق باسم الأمن الأردني، إذ ذكر الأخير أن عدداً من الأطفال قاموا برشق الحجارة على سائقي الشاحنات بسبب تصرفات السائقين.
الطريف أن الخبر الأخير استهل بالتالي: «نفى الأمن العام الأردني على لسان ناطقه الإعلامي الرائد محمد الخطيب، صحة ما تناولته صحف محلية من أنباء»! مع أن الصحيفة هي من نشر الخبر الأصلي، ولا تسألني عن دور للسفارة السعودية في عمان في حماية المواطنين وحقوقهم، لأن غرض المقال هو البحث في دقة أخبار الصحف، وهل تصلح مادة يتناولها الكتّاب. ولا أستثني صحيفة ومنها «الحياة»، التي نشرت خبراً «جديداً» عن استمارة صحية لأنفلونزا الخنازير، يلزم القادمون باستيفائها، على رغم أن وزارة الصحة بعد كتابات وتعليقات أعلنت أنها ألغيت.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

6 تعليقات على دقة الأخبار وطمس الصور!

  1. سليمان الذويخ كتب:

    الله يخليك ويسلمك
    هذي الارتجاليه المشوبة بالخوف
    والا اذا كانت الصحيفة واثقة من مصدرها ..
    فلماذا لا يتم استيفاء نشر الخبر بكافة تفاصيله ؟!
    مواضيع كثيرة تلك التي تفتقدها الصحف عندنا
    فبعضها ينشر الخبر ورجلاه تصطك ! مفكرا بأبعاد النشر وتداعياته ( إن وجد )
    اقصد بـ ( ان وجد ) ان خوفهم ما هو الا من باب ( لزوم مالا يلزم )
    وعلى هالحال تسير امور كثيرة
    واقرأ خبر ورد قبل امس عن اجتماع لجنة الانفلونزا في وزارة التربية
    واعرف كيف تقاس الامور بالنسب المئوية
    اذا بلغ عدد المصابين 5% واذا حصلت حالة وفاة واحدة ..!!
    ماشاء الله تبارك الله باقي يدخلون حساب المثلثات واللوغاريتمات بالحسبة التي يجرونها
    والعزل داخل المدرسة ، و يارب سترك

  2. محمد بن مرشد الكلثمي كتب:

    سلام عليكم ورحمه الله

    يسعد اوقاتك اخوي عبدالعزيز ويسعدني تواجدي لأول مره في متصفحك واتمنى لك التوفيق والنجاح ..

    كتبت فـ أوفيت في هذا المقال وليس لدي الا تعليق بسيط مرسوم بعلامة تعجب ممزوجه بدهشه مع قليل من الغبنه واحساس الاستغفال والتعتيم الذي ينهجه الإعلام وبعض الإعلاميين ..

    واكبر موقف صريح لا يحتاج الى دليل هو موقف برنامج احمر بالبنط العريص عندما خرج لنا مازن عبدالجواد يتحدث ويجاهر بأفعاله …. اليوم الذي يليه ومع خبر انه تم القاء القبض عليه نجد الصحافه وتغطيتها للخبر ولكن للاسف بكل غباء يقومون بعرض صورته مشوشه وغير واضحه ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟ لا اعلم لماذا

    الرجل طلع على شاشه التلفزيون وبالفم المليان يتحدث ويتفاخر واليوم الذي يليه جرائدنا تنشر صورته غير واضحه

    اتمنى اذا عندك خبر عن الاسباب تطلعني عليه بحكم قربك من الوسط الإعلامي .هل هي سياسه معينه ام من باب الستر وعدم التشهير ام من باب الطمس والتدليس ماذا بالتحديد ؟؟؟؟

    اتمنى لك يوم سعيد وافطار شهي والى لقاء قادم ومقال اكثرحيويه

  3. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
    جميع هذه الغمامات وتلك السحب التي تفرض في بعض الاحيان ينهيها وجود ناطق رسمي او متحدث رسمي لكل جهة والامير نايف الله يطول في عمره ماقصر وجه بتنفيذ هذا الامر والمشكلة في التنفيذ
    وزارات كثيرة ومؤسسات اكثر لم تنفذ ولم تتقيد بهذا الامر وفائدة وجود هذا الناطق وهذا المتحدث ان التصريحات والاخبار يتم حصرها فيه ولامجال للاجتهادات وتصوير واحد من قفاه والا من رجوله فيه قواعد
    وانظمة غير مفهومة وغير واضحة والاعلاميين يخشون التورط فيها .
    شكرا استاذي الله يديمكم .

  4. يوسف الغانم كتب:

    يقولون ان المتحدث الرسمي هو من يقوم بعملية “سكّت بديويك”
    ويقولون وحط تحت يقولون خطين ان عند كل متحدث نموذج جاهز للرد بس يحتاج الى ملء الفراغات ثم يهذر علينا

  5. نبيل ميشة كتب:

    يعني بالعربي مافي ستاندرد اللي يجي حطووووه

    وهل تتوقع ان الصحفيين معاهم مصورين؟

  6. sary كتب:

    استاذ عبدالعزيز
    انت ابن المهنة ابن التخصص، وعملت سنوات ليست بالقصيرة كصحافي تدير العمل من عمقه وتعرف دهاليز دهاليزة…
    بالله عليك دعنا نأخذ رأس الهرم في الصحف، من منهم المتخصص او يعرف الاضلاع الأساسية للعملية الإعلامية (مرسل – رسالة – وسيلة – مستقبل)، يا رجل بعضهم لم ينهي ختى المرحلة الثانوية، وأنزل في التدرج في سلم مسؤولي الصحف، قلة من يستطيع فهم واستيعاب العملية الإعلامية عن نعرفة وعلم، وهؤلاء القلة ليس أيضا أصحاب قرار بل هم تكملة عدد وبيكلو عيش لا أكثر ويتفرجون أكثر مما يشتغلون سواء بأرادتهم أو من دونها…
    لعل أقرب مثال على حال صحفنا المثل الاستعماري الشهير، والذي يقول بأن مسؤول استعماري رجع لبلده الأصلي وسلم البلد المستعمر لأهله، فلامته قيادته على هذا التصرف وأنهم خطرا ممكن ينقلب عليهم في المستقبل، فطأنهم بأن هذا يستحيل يحدث لسبب بسيط وهو أنه وضع الي ما يفهم على الذي يفهم، وبالتالي سيبقون في تخلف ما بقية الحياة.
    احتراماتي سيدي المتفرج

التعليقات مغلقة.