حال الصحة المدرسية

المتابع لأخبار غالبية الصحف المحلية، خلال الأسبوع الأول للمدارس، يجد أن معظمها احتفل بالتصريحات الرسمية لجهاز التربية والتعليم عن استعدادات مواجهة الوباء ومرور أول يوم بسلام. «الرياض» نشرت يوم الأحد لنائب وزير التعليم قوله انهم «لم يبلغوا» عن حالات اشتباه، يمكنك أن تسأل عن حال آلية التبليغ وهل تعمل بالديزل مثلاً! في العدد نفسه مدير مدرسة اشتكى من إصابته وإهماله إلى حين توسط له صحافي في مستشفى حكومي! «الوطن» أفردت يوم الأحد عنواناً يقول: «إرادة العلم تهزم فوبياً الانفلونزا، لا إصابات ولا حالات اشتباه». الاثنين ظهر أن هناك 17 حالة بُلغ عنها، وفي رواية «عكاظ» 44 حالة ثبت منها 25.
باستثناء «الحياة» و «الرياض» لم تركز الصحف الأخرى على واقع المدارس وتذهب إلى منسوبيها لتكشف الواقع الميداني.
الأحد والاثنين واليوم الثلثاء، «الحياة» تفرد صفحات عن واقع المدارس والمستلزمات (كميات وأنواع وسرعة وصول)، الصورة التي روتها مديرات مدارس ومعلمات سلبية تماماً، ذكرت «الحياة» عن توقعات بتأجيل عودة طلاب المرحلة الابتدائية، صباح الاثنين أيضاً تحدث مذيع برنامج إذاعة الرياض الصباحي عن رسائل معلمين تصله، معظمها عن نقص الاستعدادات والتوعية.
هذا موجز قصير جداً لبعض ما نشر وبث عن الأيام الأولى من الدراسة، مهمة الصحافة ليس ترديد ما يصدر من الآلة الرسمية لجهة حكومية، مهمتها أبعد من ذلك وأعمق، يعتمد ذلك على أهداف الصحيفة وتطلعاتها.
في خضم هذا لا يمكن عدم الالتفات إلى أن وزارة الصحة حصرت اختبارات الكشف عن الفيروس، والإبلاغ عن الحالات في بعض مستشفياتها لا غير، ما يعني أن الأرقام تحت سلطتها الوحيدة، وهو موضوع يحتاج إلى مساحة أكبر.
مثل كل أزمة وجائحة كشفت أنفلونزا الخنازير أو الاستعدادات لها عن أحوال الإدارة المدرسية داخل المدرسة وخارجها، الحديث في هذا يطول، وإدارة المجاميع – فلذات الأكباد كما يقال – ليست بالأمر الهين، إلا انها فرصة لقيادة التربية والتعليم لتبدأ بالإصلاح الإداري من أسفل السلم فلنبدأ بإصلاح الإدارة المدرسية.
اما انفلونزا الخنازير وحقوقها الحصرية المحفوظة لوزارة الصحة فما يحيرني فيها ان الصين بلد البليون نسمة ونيف! سجلت قرابة 16 ألف حالة في مقابل حالة وفاة واحدة لا غير. هذا الرقم هدية لكل من تحدث عن التهويل.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على حال الصحة المدرسية

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    سألت مدير مدرسة الاولاد عن الية التبليغ لاسمح الله في حالة وجود اشتباه ظهور حالات لهذه المصيبة كفانا واياكم اياها قال الوزارة اعدت نموذج نرسل لهم عن طريق الفاكس وبعدين قال لي بعدين كيف قلت له بعد ماترسلوا الفاكس ايش يصير قال ولاشئ .. !!! اللي ربنا يسويه هو الاصلح .. خرجت يابو احمد من عنده وبالصدفة
    والا العامل خارج من باب المدرسة الخلفي ومعاه كرتون استوقفته لسؤاله عن مايحمله اجابني هذا فاكس خربان
    روح صلح سألته كيف صلح قال هذا ستة شهر مافيه شغل يبقى حبر يبقى شوية صيانه بس يومين ثلاثة يوم هو ان شاء الله مظبوط والحمد لله وهذا احسن ماقال الحمد لله على كل شئ .
    شكرا استاذنا ..

  2. صالح بن محمد كتب:

    أستاذ عبد العزيز أسعد الله مسائكم بكل خير
    مشكلتنا هي في الترزز أو لمهايط من بعض المسئولين وعدم وجود شفافية
    يدعون بأن الاستعدادات أستكملت والواقع يقول خلاف ذلك…
    أتمنى من الأخوة الصحفيين زيارة المدارس والتأكد من صدق مايدعيه أولئك عند الكاميرات
    مثال ذلك مدرسة أهلية في مبنى حديث فاستعداتهم هو فقط صابون لغسيل الأيدي …
    بدون سائل جل المعقم وبدون مطهرات …مع أنهم يرفعون الرسوم في بداية كل عام دراسي
    أسأل الله أن يحفظنا وأبنائنا بحفظه وأن يغنينا عمن سواه!!
    تحياتي لك ولقراء الموقع

التعليقات مغلقة.