لا يظهر المقاولون على صفحات الصحف إلا للمطالبة، إما بالدعم الحكومي، أو بتسهيل القروض التجارية، أصواتهم دائماً مرتفعة بالشكوى من الأوضاع ومنـــافــسة الأجنبي… إلخ في المعــزوفة المــعروفة. أغلـــبهم عندما هطلت المشاريع، انكشــفت قدراتهم بالتأخير وتجـــاوز المدد. وعلى ارتفاع هذا الصوت المطالب والشاكي، تجد المقاولين يختفون مثل فص ملح في ماء غزير، عندما يجري الحديث والنشر عن حوادث سقوط الناس وموتهم في حفرياتهم المكشوفة المخالفة لاشـــتراطات السلامة، ومع أن لديهم لجاناً تدافع عن مصالحهم، لا توجد لجان تلاحق تقصيرهم، وتحاسبهم حساباً يناسب هول الأخطار، يموت الناس في الحفر، وتنتهي القصة بصدور عدد جديد من الصحيفة.
***
لا أجد فروقات كبيرة بين بعض أشكال الرعاية، التي تقوم بها شركات ومؤسسات خاصة لاجتماعات أو فعاليات حكومية، وقضية سيارة غرفة المدينة المنورة المُهداة إلى مدير مكتب العمل، أقول بعض أشكال الرعاية لا جميعها، أركّز على تلك التي ترعى فيها شركة مناسبة أو اجتماعاً لها منه مصلحة كبيرة مباشرة، «شاهر ظاهر»! مثل أن ترعى شركة مطهرات حملة عن النظافة تقوم بها وزارة الصــحة! أو معجون أسنان يرعى حملة لجمعية أطباء الأسنان «السعودية».
في جدة – أم الرخاء والشدة – اجتمعت إدارات صحة البيئة في وزارة البلديات، برعاية مؤسسة أدوات حلاقة! للاهــتمام بنظافة الحلاقين… طبعاً! واشتكى أصحاب الصوالين من أنهم يدفعون لشراء نوع معين، فهل الحكومة محتاجة إلى هذا الحد مالياً؟ والحديث عن الموازنات وأرقامها الضخمة تجاوز الداني إلى القاصي، ثم لماذا لم تعمل صحة البيئة في جدة كما عملت صحة بيئة الرياض؟ قامت الأخيرة بالعمل نفسه، من دون إدخال شركات في الأمر، يظهر لي أن تعارض المصالح في بلادنا، أجريت له عملية تغيير جنس، ليصبح «تعارض المشالح».
***
استمتعت بقراءة مقال للدكتور عبدالعزيز بن عبدالله الخضيري في صحيفة «الاقتصادية» يوم الاثنين بعنوان «التنـــمية ونظرية الإدارة بالتهريج»، إذ وصف الدكتور بقلم خبير، بعض الأوجاع الإدارية، التي نعاني منها، من خلال نموذج «المهرج». وظـــهرت أمــامي أكثر من صورة «4 في 6» وأنا اقرأ المقال، أما حرص هؤلاء على التـــقاط صور مع صاحب القرار، فلا ينافسهم في حب الظهور سوى أصحاب نظرية التنمية، من خلال الحملات الدعائية، وأشقائهم جماعة نظرية التنمية، من خلال زرع المجسمات في عين الحــسود، وأبناء عمومتهم من قادة التنمية، من خلال الحصول على جوائز علاقات عامة… عالمية.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
كثير من الجهات الحكومية تستقطب بعض محرري الصحف لتغطية وتضخيم اخبارها وانجازاتها وفي السنوات الاخيرة بدأت ظاهرة الحصول على جوائز عالمية واطرفها جائزة التنافسية التي وضعت المملكة من افضل ثلاثة عشر بيئة استثمارية في العالم
واطرف منها جائزة صديقة المشاة التي حصلت عليها امانة منطقة الرياض وحسب علمي فالرياض وبقية مدن المملكة عدوة المشاة فليس في طرقاتنا ارصفة محددة الارتفاع والعرض بل هي متروكة لمالك المبنى لوضع عدة درجات عليها او وضع دينمو المياه او عرض البضائع وغير ذلك من الاستخدامات
وقد تكون الجائزة (صديقة الماشية ) وليس المشاة
حياك الله. أبو أحمد
فعلآ والله كلامك صحيح .أستاذ /عبدالعزيز..
أصبح اليوم للمقاولين وضع محير للغاية ويسير ألف علامة تعجب.؟ هم أشبه بتجار السلع المغشوشة في
الأسواق ولا تصلح للأستخدام الأدمي ومع ذلك مجبر الإنسان علي شراء هذه السلع كونها مغشوشة..
الأن أصبح مافي شارع خالي من كسور ومطبات وبلوعات بدون غطاء هي مصيدة للسيارات حفظكم الله .كأنها
فئران نريد التخلص منها في أقرب وقت ممكن..
سلمت يمناك..ودمتم لمحبينك :
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لاادري ان كان توارد خواطر بينكم وبين الكاتب القدير الدكتور عبدالرحمن العرابي لكن ماهي غريبة على اقلامنا النزيهة ..
نعم خليها على الله ونعم بالله احسن ماقلت اليوم يابو احمد الله يجعلك دائما في خير ..
اموات الحفر لان المثل يقول الحفر بمن حفر هذا اولا..
اما عن اشكال الرعاية فهي متعددة في جزء من الرعاية لتوصيل الاولاد للمدارس وهذه رعاية وفيه رعاية البعثات الدراسية الخاصة وهذه رعاية وفيه رعاية صحفية لجميع مقالات التلمييع وهذه رعاية اقلام وفيه رعاية تخدم رعاية فانا ارعاكم قلما وانت ترعى ابنائي وتوظفهم وتشتري لي جمسا جديدا .وفي الاخر كلها رعاية لكن تتعدد الاسباب والرعاية واحدة ..
اخيرا الادارة بالتهريج والتهريج لايختلف عن الرعاية بس الرعاية كلمة للفنانين من اصحاب المسميات والتهريج هي رعاية بس على البلاطة واللي تحت البلاطة راح وطي من كثر الرعاية .. تصديق التهريج يأتي من وراء كثرة الرعاية والرعاية باختصار انك تتكفل بمصاريف العشاء والجلسة والسيارات وشوية مصاريف نثرية تذاكر سفر
دورات تدريبية شوية اقلام وكتب ومطبوعات ومشلح وهذا ك العود الطيب وكله يندرج تحت مسمى رعاية
والرعاية احلاها رعاية الاقلام للاعلام من جهابذة الفساد المالي والاداري ومن يدفع الثمن يحتاج الى رعاية طبية
ورعاية نسوية ورعاية عصبية والله يستر ..
شكرا ابواحمد الله لايحوجك ولايحوجنا للرعاية .