ابحث عن «جنطك»!

أطاحت شرطة الرياض عصابة متخصصة في سرقة إطارات وجنوط السيارات، وكشفت عن مستودع كبير للعصابة في حي «ثليم» في الرياض، وجد فيه 200 من إطارات وجنوط وبطاريات. وذكر الخبر أن العصابة مكوّنة من ثلاثة يمنيين من مخالفي نظام الإقامة، مع مشاركة سعوديين لم يحدد عددهم.
سرقة السيارات أو أجزاء منها أصبحت أمراً عادياً، والجهات المعنية لا تنشر أرقاماً لدراستها، ومعرفة اتجاه هذه الظاهرة، كما أنها لا تهتم كثيراً بتدوين البلاغات عنها، وسألت نفسي ماذا ستفعل شرطة الرياض بتلك الإطارات والجنوط الكثيرة؟ صحيح أن لكل إطار بصمة خاصة تمكّن من إرجاعه إلى صاحبه، لكن هذا يمكن مناقشته حصرياً مع محققي حلقات «csi» التلفزيوني، ولا أتوقع أن تصدر شرطة الرياض، إعلاناً يدعو ضحايا سرقة السيارات للتعرف على «جنوطهم»! هل ستتم إقامة مزاد عليها، أم إنها ستحرق؟ لست أدري.
الإطارات لا تساوي شيئاً في مقابل سرقة المنازل، الظاهرة التي تتنامى حالياً. يبدو أننا بحاجة ملحة للبحث عن مخازن التلفزيونات والرسيفرات والمكيفات والجوالات، ولا أنسى المجوهرات، أما النقود فلا تسأل.
جهود قوات المهمات الخاصة في الشرطة تستحق الإشادة، والمنتظر من الأقسام الخاصة بسرقة المنازل أن تغيّر من واقعها.
ما هي أسباب تلك الملاحقات النقدية تصويراً وتحويراً لأحداث أو مواقف وحتى شعارات من المستخدمين لشركات الاتصالات في السعودية؟ النصيب الأكبر 99 في المئة من النقد كما هو متوقع نالته شركة الاتصالات السعودية، اكبر المشغلين في البلاد، وقد يكون للحجم وارث قديم مع واقع إداري خدماتي.
كان التلاعب بترجمة مقاطع من فيلم سينمائي عن «هتلر» على الانترنت حالة فريدة، كشف ذلك عن مواهب فنية دفينة، قد يقال انه يبقى رأي فرد أو أفراد من المستخدمين أو غيرهم… فمن يدري؟ لكن، عندما ينتشر مقطع مصوّر عن سيارة تابعة لشركة الاتصالات يمارس سائقها التفحيط في شارع عام بكل ما يعني هذا من أخطار وتردي سلوك، فلا بد من طرح الأسئلة، مع سرعة جنونية مارس سائق سيارة تحمل شعار الشركة التفحيط، وقطع إشارة مرور، واخذ وقته مستريحاً في ذلك، حتى ملّ من صوره بالهاتف الجوال، والمقطع تجده على اليوتيوب، حال السيارة باصطدامها المتهاوي المنفرج وتطاير أوراق منها وهي تدور على نفسها، كأنما يخبرنا عن أوضاع واقع ويقدم تقويماً لخدمات وأحوال إدارة، واحتمال، أن السيارة مسروقة، قائم لكن الاحتفاء بذلك من الناس ورصده مع حرص على نشره، إضافة إلى مقاطع أخرى عدة يدل بما لا يدع مجالاً للشك على أن هناك وجعاً عميقاً فما هي أسبابه؟ البحث عن هذه الأسباب وإصلاحها هو الخطوة الأولى، ألا تستحق تلك الأسباب ظهور الوزير أو المحافظ، لشرح ما يجري، وما تم بصدده للجمهور؟

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

تعليقان على ابحث عن «جنطك»!

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    والله استاذ ي المحترم انا كنت احسب ان موضوع الجنوط هذه مجرد زبرقة للسيارة وسعرها خمسين ستين ريال
    قبل فترة كنت عند راعي البنشر ومر عليه بعض الشباب وسألوه عن اسعار بعض الجنوط على ماقالوا فوجئت بارقام غربة ستمائة ريال وثمانمائة وخمسين اقتربت اكثر لاسترق محاور المحادثة لاحظت ان احد الشباب كان شغوفا بامتلاك هذا الجنط وكان يتأمله كما تتأمل العروس عريسها .. الصراحة اتلقفت اسالذي وسألته عن سبب
    تضييع فلوسه في هذه الامور اجابني وهو يتنهد ياعم هذا الجنط هو اللي يزبط الامور ويخليني افرفر على كيفي
    وسألته كيف يعني اجابني يعني اصير مميز ولي ستايل خاص انت ماتشوف السيارة اجبته الا والله شايف سيارة
    حلوة وانت باين عليك ولد محترم ليش ماتوفر الفلوس لحاجة ثانية اجابني انت مصدق ياعم انه معايا ثمانمائة ريال
    انا بس جيت اسأل وبعدين فيه ستين طريقة تجي الفلوس .قطع النقاش علينا راعي البنشر ياعم طارق حسابك ثلاثين ريال هذولا ناس فاضيين اتركك عنهم في اليوم يمروا علي ثلاثين واحد يبغوا جنوط .
    الحقيقة استاذي هي دعوة فعلا لكل واحد يحافظ على الجنط اللي عنده احسن .
    شكرا يابو احمد جزاك الله خير

  2. سليمان الذويخ كتب:

    تمنيت ان يكون عند المدير التنفيذي لشركة الإتصالات قدرا من الشجاعة الأدبية ولو في حدودها الدنيا ..
    ولكنه عوضا عن هذا يظهر يوميا في الصحف بصورة مبتسمة وكأنما هو للتو قد رشف رشفة او ( جغمة ) من عصير مانجا الفونسو الشهير بجودة الطعم !
    يخرج يوميا مبشرا بخدمات تقدمها الشركة منذ أشهر خلت !
    عادة التبشير بما يجهله الناس ويخفى عليهم
    ولكن هذا الرجل يجتر خدمات الشركة التي ملّ الناس منها بل تناسوها فقد تقادمت !
    نريده ان يخرج ويتكلم عن نظام الفواتير ومعاناة الناس منه !!
    وسبب الخلل
    وليس ان تتحدث عن خدمة جود وانتم عن الجود ابعد ..
    نزولكم لمستنقع طفولي في الاعلان مع موبايلي والترهات التي اظن ان من صممها مراهقون هذه تضر بالشركة ولا تنفعها
    الناس بدأوا يتعاطفون مع منافسكم على حسابكم يا ايها الأذكياء
    وقد يقال لكم يوما ( طبخ طبختيه …. يالشركه …)
    هذا ما لزم بيانه والله يحفظكم ويرعاكم

التعليقات مغلقة.