الأسر المنتجة بين الفقر والأضواء

لاحظت في صحيفتين متنافستين أن خبر افتتاح منتدى الأسر المنتجة، يكاد يكون طبق الأصل، اللهم إلا تعديلات بسيطة في العناوين وبعض الأسطر، والحذر مطلوب من أن يكون تطبيق فكرة الأسر المنتجة الجميلة مماثلاً لاستنساخ هذا الخبر بين صحيفتين يجمعهما التنافس.
قبل تسع سنوات لفتت انتباهي تجربة تاجر شاب اتفق مع بعض ربات البيوت على تسويق منتجات غذائية شعبية من إنتاجهن، هو يقوم بالتعبئة والتغليف والعرض، مع صعوبات متداخلة يواجهها. لست أدري ماذا حلّ بتجربته حيث اختفى في زحام الرياض. قبل هذا أيضاً كان بعض النساء المنتجات يشتكي من عدم وجود موقع لعرض صناعته، من الغذائي إلى التحف والكماليات. جزء من المنتجات الأخيرة تتلقفها أيدي معارض فخمة فيعاد عرضها لمصلحة الأخيرة بصورة مغايرة مع أسعار فلكية.
المعنى أنه كانت هناك حاجات ومحاولات تتلمس الطريق ولم تكن هناك نوافذ. الآن هناك رغبة رسمية في فتح الأبواب، والمطلوب الحذر من تحول هذه الفكرة الممتازة إلى بؤر للتستّر. نحتاج إلى نظام مرن يقدر قيمة الإنتاج والعمل ويتلافى الاتكالية وتشغيل الهاربات والدراجات النارية من ماركة «البطة».
ولئلا توضع العراقيل أمام هذه الفكرة بازدواجية وتعدد جهات حكومية مشرفة، اقترح أن تتولى وزارة البلديات ومن خلال أمانات المدن الكبيرة التي أثبتت جدية في العمل حمل لواء هذه المشروع، بهدف الوصول إلى نظام مرن يساعد النساء – وهن أساس الأسرة – على الإنتاج، ويتلافى السلبيات المحتملة. ومع كل تلك المعوقات للمرأة المواطنة المنتجة يصيبك العجب عندما تفتح مدارس البنات أبوابها لبائعات متجولات أجنبيات، أغلبهن يعملن مسوقات لمعامل أو متاجر وحتى مطبوعات.
إن رفع المستوى المعيشي للمواطنات فيه رفع للوضع الاجتماعي للأسرة والمجتمع وهو من أفضل وسائل محاربة الفقر، مع أهمية أن هذا لا يعني التركيز على التجارب المخملية الإنتاجية، وإهمال المحتاجات فعلاً لتحسين الدخل، الأولوية لصاحبات الحاجة، ومن هنا تبرز أهمية تعليمهن وتدريبهن، والأُمنية ألا تتحول فكرة الأسرة المنتجة إلى مناسبة إعلامية مهرجانية تبرز من خلال بعض الأسماء للأضواء في حين تُهمل شرائح تشكو من الفقر وانخفاض مستوى الدخل، لأنهن بكل بساطة لا يستطعن الوصول، لا ينسى المتابع ما حدث لمعروضات أسر منتجة في مهرجان من هذا النوع قبل أشهر حيث أهمل المشرفون على المعرض الحراسة فتمت سرقة المنتجات.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

4 تعليقات على الأسر المنتجة بين الفقر والأضواء

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    لدينا في مكة المكرمة استاذي الحبيب العديد من الاسر تقوم بعمل بعض انواع المعجنات
    اضافة الى انه يوجد من يقوم بعض انواع الرز بكافة انواعه
    وفعلا المطلوب مثلما تفضلت والاهم هو المتابعه الصحية للبئية التي يتم فيه الطبخ
    من خلال جولات ميدانية مفاجئة واعتقد استاذي انكم توافقونني الرأي ان موضوع التستر
    من الصعب ضبطه وهذا الموضوع يحتاج الى ثقافة ترسخ وغير ذلك ارى والرأي السديد لكم
    هو صعب جدا , وشكرا استاذي

  2. مهره كتب:

    صباح الخير أستاذ عبدالعزيز ..أو مساء الخير….هناك مئات من السعوديات يعملن من خلال بيوتهن ” هن محتاجات ” لا يوجد إمرأة سعودية تخرج لتعرض منتجها …!! خاصة الكبيرات قليلا في العمر …بعض السعوديات يعملن ” قهوجيه ” تسوي القهوة وتصبها للضيوف وهذا عادة ما تكون في عزومة كبيرة أو في أربعين إمرأة نفاس …مع ذلك هنّ يتعرضن لضغوط خاصة القهوجية التي تحتك بالناس ” قد لا يقدر الناس جهدها ماديا كما يجب ” وبتن اليوم يتعرضن لمنافسة من الوافدات والمقيمات , شايف حتى في صنع القهوة حطوا خشومهم……الأهم في المدرسة يحضرن نساء مقيمات يعرضن منتجاتهن المختلفة ..المقيمة أكثر جرأة من السعودية وتعرف من وين ح تطلع القرش …بينما السعودية المحتاجة تتعثر في أشياء كثيرة ….لو أن السعودية المنتجة ذكية لأدركت أن العين أيضا تأكل ..فبعضهن يصنعن الطعام في بيوتهن وعلى إستحياء ودون ديكون جميل للطعام…وتعتمد في تسويقها على إمرأة ما والمرأة تروج لها في مجتمع نساء آخر ..بينما المقيمة تطبع ورقه فيها رقم تليفونها والأكلات التي تصنعها وسعرها
    ونحن عادة لا نثق في بنت البلد ؟!! ليه ؟! لا أعلم ..!! فنحن نبحث عن الأكل الشامي والمحشي المصري والكشري ….ونمسك سماعة التليفون ونكلم المقيمة حتى تسوي لنا محشي وورق عنب وتبولة …!! ماذا سينقص من عمرنا لو كلمنا سعودية وسألناها..إن كانت تجيد صنع تلك الأكلات ..!! يا ليت البلدية تعطي السعودية المنتجة والمحتاجة دروس في تسويق عملهن وإنتاجهن…قد يعرفن بنات بلدي بعد ذلك كيف يطلعن ّ القرش ….مو الفلوس زي الرز هنااااااااااااااااااااااااا !!!؟

  3. سليمان الذويخ كتب:

    يا اخي العزيز
    انى للأسر ان تنتج وهناك وافد يرضى بأقل القليل
    الوافد لا يتعب نفسه في النظافة .. فتقل عليه التكاليف
    ولا يوجد عنده خانة للضمير في أن يغش ويخلط موادا الله بها عليم ليقلل التكاليف
    ولا ايجار بيت ، ولا مصاريف اولاد ومدارس
    فقط يحشو السمبوسة باي لحم رخيص ليحشو جيوبه بالمال
    ولا عزاء لأرمل أم عيال ! فقد تحولت الحال الى وبال يجليها ويصلحها رب متعال
    دمت بأحسن حال وشكرا على هذا المقال

  4. عادل راضي كتب:

    كاتبنا المفخرة اتمنى منك اولا ان تعلن ان افكار النيرة سبيل لوجه الله لان افكار دائما تصب في الصالح العام فيكفيك مقابل دعاء الناس لك فارجوا الا ياتي اليوم الذي تجبرنا على شراء فكرك . ثانياً اتمنى منك مساعدتي في مشروعي القادم انشاء الله وهو تسويق منتجاة الاسر المنتجه بفكره او توجيه من حضرتكم لاني تعبت من العقبات التي تواجهني ولا تنسانى بدعائك الاموال موجوده ولكن يوجد عقبات اتمنى انشاء الله ان يوفقني الله بتذليلها الداعمين كثر والمحبطين اذا قلت عملي تجاري بحت قالوا رايح يفشل وش لك والاسر المنتجه الي مينتجون الا قليل ويطلبون ربح كبير واذا قلت مايخالف اريد عملي يغلب عليه الطابع الخيري مجاراتاً للناس اجدهم يقولون ومن تكون يعني لاتطلع راسك للهوا يمكن ينجح المشروع وشرايك ابي دعم منك دعم معنوي ولا الفلوس تتدبر والمشروع ناجح تجارياً وليس خيرياً
    انا مقدم على قرض عن طريق الموسسة التعليم الفني بدعم من بنك التسليف وعندي شويت فلوس والامور ماشيه ابي توجيهك وافكارك وجزاءك عند الله

التعليقات مغلقة.