في العادة يربط القارئ بين الخبر أو التقرير الصحافي والصورة المنشورة بجواره. ولأن نسبة مهمة من القراء يطالعون الصحيفة بسرعة فهم يتوقعون غالباً أن صاحب الصورة المنشورة قد قال العنوان العريض. ويوم الجمعة الماضي لفت انتباهي عنوان بالخط الأحمر العريض على صدر الصفحة الأولى لإحدى الصحف السعودية المحلية يقول: «المملكة سبقت أميركا في وضع خطة وطنية لمكافحة انفلونزا الخنازير»! ومعه صورة لوزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، وقد التبس الموضوع على بعض الأخوة الذين أرسلوا وتساءلوا. الحقيقة أني تمعنت فيه فلم أجد تصريحاً من وزير الصحة يقول ذلك، لهذا لا يصح نسب العنوان له، إذاً الأسبقية هنا تحسب للصحيفة، وكنت نشرت مقالاً الأسبوع الماضي بعنوان «اوباما… لماذا لا يتعلم منا؟»، لتكشف الصحيفة من خلال تقريرها أو تحقيقها الظريف، بصورة أو أخرى، أن أوباما تعلم منا! والدليل ان بلادنا سبقته في الخطة الوطنية، على ذمة عنوان بالخط الأحمر العريض، ونحن والحمد لله تعالى الذي لا يحمد على مكروه سواه مولعون بالأولوية والأسبقية والريادية مع الدراسات العلمية المتمكنة والمتكاملة من الوجوه كافة والجهات الأصلية والفرعية، دراسات «جي بي اس» تضع اصبعها «الخنصر» في مركز الهدف المنشود تحقيقه في شبكة مرمى التنمية المستدامة.
ومادمنا حققنا الأسبقية، على ذمة الصحيفة والزملاء الأعزاء فيها، من المطلوب، لاكتمال الصورة، ان يخبرونا عن الأسبقية الميدانية. من الأسبقية أيضاً أن تحتوي التقارير اللاحقة تفاصيل عن سباق مواجهة انفلونزا الخنازير بين المملكة وأميركا، من خلال استطلاعات ميدانية لمراكز الطوارئ في المستشفيات ودهاليزها وماذا يحصل للناس فيها استقبالاً وتعاملاً واستعداداً، الواقع الميداني يرويه الناس وهم أصبحوا أكثر شفافية وصراحة من السابق ومن حقهم على الصحف ان توصل أصواتهم ليؤكدوا تلك الأسبقية، بما فيها الأسبقية في عدد الوفيات مقارنة بعدد الإصابات ومباشرة الحالات وتحليل المسحات، وحتى لا تذهب ريادتنا العالمية مثل غبار في مهب الريح.
في اليوم نفسه حذرت وزارة الصحة الجمهور من الموجة الثانية لأنفلونزا الخنازير التي وصفت بالأكثر شراسة وسرعة في الانتقال بين البشر، ولم تغفل في الوقت نفسه طمأنتها الجمهور باستعداداتها لمواجهة ذلك لكنها من فرط الاهتمام بسرعة التحذير – حرصاً على سلامة الناس – نسيت أن ترشدهم إلى ما يجب عليهم أن يفعلوا. لو استشرت في الموضوع لكان مع التحذير عبارة إضافية، «اطمأنوا نحن مستعدون ومستنفرون بس لا أحد يورينا رقعة وجهه».
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
استاذي الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاعلام استاذي الحبيب هو المحك لائ مسؤل بصرف النظر عن التصريحات الصحافية المطنطنة هذه اتركك
منها استاذي ماصارت تمشي ولاتتزحلق ولاحتى بزيت زيتون فلسطيني اصلي المشكلة عندما تكون امور الفساد والرشوة والمحسوبية وشراء ذمم لتلك الجهة وتفرد ثلاث صفحات عن انجازاتها وصور ولقاءات وتلميع وتمجيد وتفخيم وانهم قاموا بما لايستطيع ان يقوم به علماء القرن الثلاثين هذا اللي يخوف واللى جاب المصائب اشكال والوان وغلقها رئيس هئية الرقابة والتحقيق وهو يقول سوف نأخذ في اعداد تقارير الهئية بما ينشر في الصحف واذا صح هذا الكلام راحت الامور في دهية واي دهية الله يستر. شكرا استاذي