نشرة أحوال «السستم»

أغلب فترات العام في السعودية لا تحتاج لمتابعة نشرة أحوال الطقس، التقلب محدود وفي أضيق الحدود، لذلك يمكن النظر لاستمرار إنتاج وعرض نشرات الطقس على انه هدر للمال العام! كما يمكن الاستغناء عنها بالقول «الطقس مثل أمس وصلى الله على محمد»، لهذه الملاحظة أسباب أهمها حاجة لنشرة أخبار يومية تبين أوضاع «سساتم» الأجهزة الحكومية، أي منظومتها الإدارية المرتبطة بشبكات الكمبيوتر، ولا توجد إحصائية يومية توضح عدد المراجعين الذين يرجعون «لأنهم مراجعين»! إلى مواقعهم بسبب أعطال «السستم»، هنا يمكن توقع ما تشاء، ومشكلة هذا النوع من الأعطال انه يشل الإدارة كاملة ولا يعرف هل فروعها الأخرى «شغالة» وتخدم أم لا؟! تعطل السستم في بعض الأجهزة الحكومية يعني تعطل الحواس.. للموظفين، ومصالح الجمهور، وهو عذر جماعي لعدم استقبالهم. كان – وما زال – تغيب أو تسيب موظف واحد يعطل عدداً من أصحاب الحاجات لكن تعطل السستم يقفل الباب ويفرش السفرة للموظفين على الأرض مثلما يحول المراجعين إلى طلبة. «زمان» أمام شباك المقصف المدرسي! ووقفت على مشهد طريف نهاية الأسبوع الماضي في كتابة العدل الثانية شرق الرياض، حيث ألصقت ورقة «اي فور» على الباب الخارجي تعلن عن السستم العطلان، وكتبت بخط اقرب لتهميش الصكوك، إلى هنا والأمر عادي لكن الباب أقفل بطريقة مبتكرة أعجبتني، حيث طوقه سكيورتي وعدد من العساكر وهم جلوس على الكراسي، نصف دائرة تمنع الدخول وتسمح «بالسواليف»، والملاحظ على بعض العساكر لدينا حبهم للجلوس حتى في سيارات الدورية والمرور، تجدهم ملتصقين بالمقعد وعلى «المطلوب» او «المزنوق» أن ينزل معززاً مكرماً من السيارة ليتحدث إليهم.
ثم ما هو العمل الرئيس لكتابة العدل إلا إصدار وكالات وهي لا تحتاج إلى «سساتم» ولا «بساتم»، فقط جهاز كمبيوتر مع طابعة وموظف يدقق في الأوراق الثبوتية وصلى الله على محمد وبارك، وهنا أنصح بعدم إهمال العمل اليدوي، لا بد ان يكون هناك احتياط «طوارئ» من الموظفين للعودة عند الحاجة للعمل اليدوي، لأن «السستم» لا يؤمن جانبه ومزاجه، وإذا كان مرتبطاً بالانترنت زادت موجات المزاج ارتفاعاً وانخفاضاً. أعود الى الاقتراح، إصدار نشرة يومية عن أحوال «سساتم» الأجهزة الحكومية، تخيل معي كيف سيخفف هذا على الناس وحتى الموظفين، أيضاً سيدفع الجمهور لمتابعة وسائل الإعلام المحلية، وإذا قيل لا يوجد بند يمكن الاستفادة من الأرصاد فهي «لا تنشغل سوى اشهر محدودة في العام».
هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على نشرة أحوال «السستم»

  1. احمد المجحدي كتب:

    والمشكله الادهى اذا ترتب على تعطل السستم امور ماليه تلصق بالمراجع او تكون ثغره لبعض المراجعين لتمرير بعض المعاملات على النضام .

  2. أم سعود كتب:

    المشكلة حتى الزوج إذا نسي مراجعة دائرة معينة فإنه يخفي أمر نسيانه عن زوجته ويقول ( مريت عليهم وكان السيستم داون) حتى لو كان لا يوجد سيستم أصلاً ( يعني العذر والم ) .

  3. استاذي ابو احمد
    يدربون الموظف على الكيبورد فقط والواجب ان يكون الموظف ملم بالصيانه ولو على خفيف
    والمشكله ايضا من مركز المعلومات الوطني
    لان اي معامله للمواطن لاتتم الا بعد حفظها بالمركز وهذا احتقار للوطن وللمواطن واضاعة للوقت والكرامه
    لان المواطن سيتعطل عمله وسيتوقف الى ان يعمل السسيستم
    ويفترض حفظ العمل داخل الاداره المعنيه بخدمة المواطن وانجازها له وذهابه وعندما يعمل السيستم آليا يتم حفظها بمركز المعلومات ولا داعي لتعطيل الموظف والمواطن والوطن ايضا
    ولكن السواق عليمي والموتر قرنبع والسكه طويله
    تحياتي

التعليقات مغلقة.