ماذا يقول الشعار

شعار الشركة أية شركة أو جهة يدل على توجهاتها وتطلعات العقول التي تديرها، مثل ما يجب أن يعطي مدلولاً عن خدماتها، كيف ترى المستقبل والناس الذين تقدم لهم خدماتها؟.

شركة الاتصالات شرحت مكونات شعارها برومانسية مفرطة، فهي تقول انه يربط سماءنا الصافية برمالنا الغنية، من خلال جهود الشركة بربط المحطات الأرضية بوسائل الاتصال الفضائي، كلام جميل ولذلك تم اختيار اللونين الأثيرين الأزرق والأصفر.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فالاتصالات لا تذكّر إلا بخدماتها، وبحكم ان الخدمات لا ترتقي مطلقا إلى مستوى الرسوم المتحصلة من تقديمها فإن مدلول الشعار الجديد الواقعية يجب أن تكون كالتالي:

يلاحظ ان الدائرة أو الحلقة الزرقاء العلوية غير مرتبطة تماما مع الدائرة الأرضية الصفراء، عدم الترابط هذا يشير فيما يشير إلى احتمالات نجاح اتصالك من عدمه، والمعنى أننا لا نضمن لك شيئاً فهناك جزء يمكن ان يتسرب منه اتصالك، ويمكن لك المحاولة مرة أخرى فهذا انسب لنا فتأتيك العبارات المعهودة أو حتى بدونها، الحلقة الصفراء تشير إلى رمالنا الذهبية بكل ما فيها من عناء و”تغاريز” وهو ما ينبهك إلى الاحتمالات القوية لتأخر حصولك على الاتصال حال طلبه، الحلقة أو الدائرة العلوية التي تشير إلى سمائنا الصافية تحضرك نفسيا لإمكانية ضياع اتصالك في الفضاء البعيد مع حتمية ضياع ما في جيبك، ومن أنذر فقد أعذر.

تصميم الشعار موهبة وفن يرزق به الإنسان مثل الخط والرسم، وكلما كان هذا الموهوب ابن البيئة التي سيروج داخلها الشعار كانت احتمالات النجاح كبيرة والتأثير أقوى وأعمق، ولدينا هوس لتغيير الشعارات، كل إدارة جديدة، أول ما تفكر به هو تغيير الشعار، كأنها تصر على وضع صورتها بدلا من الصور السابقة، وكأن تجديد الشعار لوحده سيقلب الانطباع لدى الجمهور، وكأن الألوان البراقة ستبرق في أذهان المتلقين لتنظف وتطرد ما رسخ في الذاكرة، وليت هذا الهوس يتجه ويركز على تحسين الخدمات، وتخفيض الفاتورة الجائرة، وتغيير عقلية الإدارة التي لم تتغير كثيرا في الشركة منذ نشأتها، وليت مثل هذا التحسن الحلم يواكب تحسين المقار والمكاتب، ثم انه من العيب على الشركة أن تمنّ على المجتمع الذي نشأت لأجله وعلى أكتاف جيوب أفراده، والناس لا يمكن أن ينسوا أو يتناسوا الجوال أبو عشرة آلاف وغيره مما لا ينبغي بل لا يحسن ذكره.

نسيت ان أضيف لمدلولات الشعار أنه مائل إلى اليمين، كأنه تعبير عن الانطلاق لست أعرف إلى أين، وفضلت دلالة الانطلاق لأنها إيجابية فقد يأتي من يقول إن لها دلالة ميلان لعله لا يكون ماليا خاصة مع الارتباط بمحاسب قانوني يتعرض للمساءلة في بلده الأصلي.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.