“أحلام أبو راكان”

لأجل خاطر القارئ الحالم “أبو راكان” بحثت عن مفسر أو معبر لأحلام اليقظة ولم أجد سوى معبر واحد مرتفع السعر وشروطه صعبة، منها أن لا يكون هناك أكثر من حلم واحد في الأسبوع، وصديقي “أبو راكان” وأنا كثيراً ما تظهر لنا أحلام اليقظة على الشاشة، وأمثالنا جموع غفيرة، نحلم ونحن نقود السيارة وعندما نجلس وراء المكتب، وأثناء مراجعاتنا لدائرة وعندما نتربع أمام صحن “الكبسة”، والسبب آمالنا العريضة إضافة إلى أننا لا ننام جيداً فنحن مستيقظون حتى أثناء النوم العميق، المكان الوحيد الذي لا نحلم عنده هو نقاط التفتيش، وبسبب ارتفاع سعر معبر أحلام اليقظة وانشغاله فكرت أن أجتهد في التعبير موقتاً إلى أن تنتهي مفاوضاتي معه.
الحلم الأول للقارئ العزيز أنه رأى في ما يرى المواطن أن الحكومة أنشأت مصرفاً مركزياً لديه بنك معلومات عن العمالة يتابع التحويلات المالية الخارجية للعاملين غير السعوديين داخل المملكة، فإذا تم تحويل أموال أكثر من دخل العامل يضغط البنك المركزي زراً يقرع جرس إنذار لدى إدارات الترحيل والجوازات وغيرها لتقوم بمهامها.
من الواضح أن صاحب الحلم يعاني من كثرة الأقساط والفواتير ولأنها تضغط على ظهره حلم بمثل هذا الحلم، وأسوأ أنواع أحلام اليقظة أن تحلم بوجود شيء موجود لكنه لا يقوم بما تتوقع منه، هنا يصبح الأمر كابوساً وليس حلماً. ومعلوم أن الدولة أنشأت منذ زمن طويل بنكاً مركزياً اسمه مؤسسة النقد “ساما”، لكنه يا عزيزي الحالم اهتم برعاية البنوك أولاً وأخيراً، ثم إنه جهة متخصصة ستقول لك إنه ليس لها علاقة بالعمالة على رغم أن معظم التحويلات تمر من البنوك، وأنبه هنا إلى نقطة مهمة وهي أنه من حق العامل أن يحول ما يشاء من أمواله كلها أو بعضها، ما دام الحصول عليها تم بصورة شرعية ويجب أن لا ننسى أنها من عرق جبينه، ولا نحلم أن نأخذ منها شيئاً لا في اليقظة ولا في المنام بل يجب أن نشكره، ونحولها له ونحن نبتسم. وحلم “أبو راكان” ناقص وسبب ذلك أنه ركز على تحويلات غير السعوديين، والنقص ناتج من أنه استثنى السعوديين، ألم تر عزيزي الحالم إلى المواطنين الذين حولوا أموال إخوانهم سابقاً، ضحاياهم حالياً، إلى الخارج في فضائح “سوا” و”لحوم المرعى” و”التمور” وغيرها؟ ذهبت تلك الأموال إلى أيدي شركات أو بنوك وربما أفراد في الخارج، ودخول المساهمة دائماً يبدأ بحلم والخروج منها يتحول إلى  كابوس، وأحلام صديقي كثيرة، لذلك سأعود لها متى ما تمكنت من ذلك، لن أعد بوقت معلوم، هل تعرفون لماذا؟، لأني ترعرعت على أسلوب التلفزيون السعودي أقطع البرنامج متى ما رغبت وأعيده متى ما “صنفت” وكان المشاهد يضرب رأسه بالحيط إلى أن تم اختراع “الدش”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.