بعد الأحداث المؤسفة والضحايا الذين وصلوا إلى 42 شخصاً بحسب آخر إحصاء رسمي” جراء السيول التي اجتاحت بعض مناطق السعودية قال مدير الدفاع المدني اللواء سعد التويجري لجريدة “الحياة”: “إن الناس لا يستمعون إلى التحذيرات”، وبيّن أن الدفاع المدني حذّر في مختلف وسائل الإعلام الرسمية قبل يوم كامل من وقع الكوارث. وإذا سلمنا بذلك على اعتبار أن الأخوة في الدفاع المدني يبذلون كل طاقاتهم فلا بد أن نبحث عن سبب عدم إنصات الناس لتحذيرات الدفاع المدني، لنصل إلى نتيجة هدفها التخفيف من الخسائر البشرية والمادية.
أعيد طرح السؤال محاولاً الوصول إلى الأسباب، لماذا لا ينصت الناس لتحذيرات الدفاع المدني؟ وحتى نصل سوياً إلى نتيجة مفيدة يجب الإشارة إلى أن المواطنين المعنيين بهذه القضية الموسمية ينقسمون إلى قسمين، الفئة الأولى مواطنون مستقرون في مواقع تتعرض للأخطار بحكم وضعها الجغرافي، ولا يوافقون على الانتقال منها على رغم محاولات الدفاع المدني،
والفئة الثانية مواطنون يتنقلون خلال فترات الخطر المحتمل.
لا بد أن للفئة الأولى أسباباً للمكوث في مناطقهم كونها أراضي الآباء والأجداد، وهي الأراضي الخصبة إن كانوا مزارعين أو رعاة، وأعتقد بأنه إذا حددت لهم الفترة الزمنية المناسبة، وأقصد أسابيع على الأقل، المتوقع حصول كوارث خلالها سينظرون للأمر بصورة مغايرة، خصوصاً أن محاولات إقناعهم بالانتقال النهائي لم تنجح.
الفئة الثانية هم المتنقلون على الطرق المهددة بالخطر، وأعتقد بأن الرسائل التحذيرية لا تصل إلى هؤلاء في الوقت المناسب أو أنها تصل ولا تفهم وربما لا تصل على الإطلاق، سواء من طريق وسائل الإعلام الحالية أم مكبرات الصوت، لماذا؟!.
تعدد مصادر الإعلام وانصراف الكثير من أبناء هذا الوطن عن وسائل إعلامهم الرسمية لأسباب عدة طُرقت وقيل فيها الكثير ولكن لا حياة… مع اليأس! هذا واحد من الأسباب الجوهرية، فمن الذي سيرى نشرة أخبار مطولة سيصدر في أواخرها بيان رسمي يُلقى على عجل، والنشرة مليئة بالمصائب من الأكوادور إلى سومطره. وحتى لا أكثر عليكم أقول إن الحاجة باتت ماسة إلى إنشاء إذاعات أف أم محلية، وأنا لا أفهم في “الترددات” للموجات وإن كنت أعلم عن “الترددات” الإدارية التي تجاوزها الزمن، وإنشاء إذاعة للطوارئ نسميها أف أم السلامة، مسموعة بوضوح في أرجاء المملكة تقدم النصائح والتحذيرات والأخبار عن الطقس والأخطار أولاً بأول أمر في غاية الأهمية، وأنصح فيما لو أخذ بهذه الفكرة أن لا تتحول إلى تجارية!، وإذا كنا في المدن الكبرى مثل الرياض العاصمة بحاجة لمثل هذه الإذاعة لأجل الحركة المرورية فقط فنحن بحاجة أكبر لها على مستوى الوطن، على الأقل يكون لنا مصدر واحد للرجوع إليه بدلاً من تشتتنا الإعلامي، والله المستعان.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط