“فقر إلا ربع”!

بليونا ريال لمشاريع الإسكان خبر مبهج، لكن… و”أخ” من لكن، كيف ستدار؟ وهل ستحتاج إلى دراسة واستراتيجية وصندوق!؟ ولماذا لا نفكر في إدارتها بطريقة وأسلوب جديدين، ولنأخذ العبرة من الماضي القريب.
 قبل عامين تمت المكاشفة علانية وعلى أعلى مستوى عن واقع الفقر، ابتهجنا جميعاً… ماذا تم؟ أسس الصندوق وتحول الأمر إلى استراتيجية قيل وقتها إن العاملين عليها سيستفيدون من تجارب دول تزداد فقراً كل يوم!؟ لاحقاً تم تغيير بعض العاملين على الاستراتيجية بعد تصريحات صحافية أوضحت قدراتهم، قبلها وبعدها كتبت كثيراً عن الفقر والصندوق والاستراتيجية وذكرت القرّاء بلجنة “الزير” الشهيرة تاريخياً، من ضمن تلك المقالات مقال بعنوان”مت يا فقير”، وها هو الفقير ينتظر الاستراتيجية منذ عامين، وربما ستأتي أعوام للوصول إليه وهو حي يرزق، أعيد التذكير بكل هذا لأبين شعوري بأني أكرر نفسي، وكأنني أجد ضعفاً في قلمي، القضايا نفسها نكرر الحديث عنها بعد أعوام أو “منذ مبطي”، ولنحاول أن ندخل إلى الجديد القديم.
نشرت إحدى الصحف يوم الثلثاء الماضي تصريحاً منسوباً لوزير الشؤون الاجتماعية الأستاذ عبد المحسن العكاس، وأوضح أنني أعرف معاليه منذ زمن وأقدره وأحترمه، لكني لم أفهم التصريح الصحافي الذي قال فيه بالنص: “إن الأرقام والدراسات والحقائق تدل ليس كما يصوره بعضهم عن الفقر وحجمه الضخم في بعض صوره كما يروج له في المملكة”… ثم طالب الوزير بـ”أن يكون هناك نقطة توازن نتمناها في الصحافة بطرح أوجه القصور ويجب التنبيه عليها ومعالجتها لكن في المقابل يجب أن يكون هناك توازن بحجم المشكلة لأن التقليل منها هو بنفس الضرر بالمبالغة فيها” انتهى طبق الأصل.
قرأت التصريح مراراً محاولاً فهم ما بين السطور، ووصلت إلى نتيجة واحدة أن صورة الفقر في المملكة مبالغ فيها، وهنا استناداً إلى دراسات وحقائق لا أعلم عنها شيئاً، لكني أتذكر ما نشر عن مسوحات “مؤسسة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز لوالديه” عن الأوضاع المتردية لمواطنين في مناطق مختلفة من الأحساء إلى القنفذة مروراً بالباحة وجازان، ولا أريد أن أثقل على القارئ بنقل ما ورد في تلك المسوحات وأثق أنها متوافرة لدى وزارة الشؤون الاجتماعية.
من نافلة القول أن الزيادة كالنقص وما زاد عن حده انقلب إلى ضده، وعلى رغم التركيز الإعلامي على قضية الفقر نرى أنه لم يتحقق شيء يذكر يواجه حجم معاناته، وآمل أن لا يكون هناك محاولة لاستنساخ تجربة وزارة العمل في “تحجيم قضية البطالة إعلامياً”!!، التي نجحت إلى حد ما، لنطرح سؤالاً يقول: من أين يحصل الفقير على المعونة؟، الجواب من الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية وأهل الخير. يعلم الجميع عن حال الضمان الاجتماعي وضآلة ما يقدمه، أتوقف عند هذا الحد لأطلب من معالي الوزير أن يراجع موازنات الجمعيات الخيرية ويدقق هل تصرف كل الأموال التي تجمعها في نهاية كل عام أم أنها تتراكم!؟، ولي عودة إن شاء الله.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.