وباء “الوافدين” المنتشر

عنوان مستفز!… بالتأكيد، هذا العنوان اقتبسته من رسالة القارئ م. رضوان الصفدي، إذ بعث برسالة عتاب حول ما يُنشر في بعض الصحف السعودية عن الوافدين وتصويرهم على أنهم وباء منتشر، هناك رسائل أخرى حول الموضوع.
بداية أطلب أن تتخيّلوا بلادنا من غير وافدين؟ احفظوا الصورة في أذهانكم لدقائق ثم تخيًلوا كيف ستكون الحال، وبعدها حاولوا أن تتفهموا مشاعرهم.
في مقابل المخالفين منهم والمرتكبين للجرائم هناك عشرات الآلاف من الوافدين الذين يعملون بكد وشرف يفيدون ويستفيدون، حتى أصبحوا جزءاً منا، ننام ونستيقظ ونحن نعلم أنهم يقومون بواجباتهم، في الأحساء اقتحم عامل هندي النار وأنقذ نفساً بشرية، هذه الحادثة ذكرني بها مشكوراً الزميل حسين العوامي، الشاب السعودي الذي تم إنقاذه من الموت حرقاً قال إن نظرته للعمالة تغيرت جذرياً، وهو ينتقد نفسه على نظرته الأولى الخاطئة،
السؤال: هل نحمل في دواخلنا نظرة دونية تجاه الوافدين؟ هل نصنّفهم بحسب الجنسية أو اللون أو الوظيفة؟ الجواب: نعم لدى بعض منا، هذه حقيقة… يجب أن نعالجها… أما أن تصل إلى وسائل الإعلام فهذا أمر خطير.
 منذ زمن بعيد كنت أرى بعض المواطنين يستغلون عدم معرفة العمالة باللغة العربية فيقولون لهم كلاماً أقرب إلى الشتم.. ثم يضحكون من غير سبب سوى “استغلال مريض” لفوارق اللغة.
تذكَّر أن واحداً منهم يحمل أطفالك كل صباح إلى المدرسة وكأنهم أطفاله وأنت ذاهب إلى عملك أو متكور تحت البطانية.
بعضنا يعتقد بأنهم مجرد ماكينات آلية، ليس لها مشاعر، وجود عينات سيئة من أية جنسية أو عرق يجب ألا يدفعنا إلى الانزلاق في هذا الطريق الخطر بالتعميم، أشرت إلى ذلك أكثر من مرة، لم يكن مجتمعنا عنصرياً ولا يجب أن يكون، لذلك أُحذر وسائل إعلامنا من هذا المنزلق النتن، حملات الدهم بكل ما كشفته تدين بعضاً منا، أجهزة ومواطنين، وإلا كيف استمرت العينات السيئة كل هذه السنين في ممارسات غير أخلاقية؟ ومن أتى بهم؟ ومن تستر؟ من الذين تمكَّنوا من تشييد معامل أو مصانع غير شرعية وأوكار الدعارة وبيع المخدرات؟ أُذكِّر هيئة الصحفيين بهذا المنزلق الخطير وحيث إنها مكونة من رؤساء تحرير الصحف المحلية فعليها الواجب الأكبر. وأُذكِّر جمعية حقوق الإنسان التي يجب أن تتحرك وتحاسب وسائل الإعلام المخطئة. هناك مثل شعبي يقول: “كل شاة معلقة برجلها أو عصبها”، هم ليسوا ملائكة كما أنهم ليسوا شياطين، ونحن لسنا ملائكة ولسنا شياطين، في كل منا من هذا وذاك، النتيجة أن لا فرق بيننا، أرجو أن نحاول سوياً معرفة مغذيات إلى الفوقية التي تشحن بعضاً منا لنعالجها… ساعدوني لحصرها.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.