في كل بلاد العالم تهتم السفارات بمواطنيها، تنظيمياً هي تابعة للخارجية مثل الأذرع والأعين هنا وهناك، تستطيع وزارة الخارجية معرفة ما يحدث في الخارج، وتقوم بتقويم ذلك بحسب مصالح دولتها ومواطنيها، هناك سفراء وجيوش من العاملين، كثير منهم كوَّن علاقات وأمضى أعواماً عدة في البلد الخارجي، هذا جزء مهم بل والأهم من عمل وزارات الخارجية، وكلما كانت الدولة تهتم حقيقة بحقوق مواطنيها كانت وزارة خارجيتها أكثر نشاطاً تجاه ما يحصل لهم في أية دولة، تكون مثل هذه الوزارات الحساسة في وضع مبادرة دائماً، تصدر هي الأخبار ولا تنتظرها.
هذه مقدمة ثقيلة ومعروفة لديكم أجمعين، أذكرها هنا لأذكِّر وزارة خارجيتنا الموقرة بالإمكانات المتوافرة لديها وبالمهام المكلَّفة بها.
مع هذه الوظيفة للوزارة وتلك الإمكانات لا نرى لها تفاعلاً حقيقياً واضحاً وملموساً “يبرد الكبد” مع ما يتعرض له المواطنون في بعض الدول.
عندما يشعر المواطن أن الجهات الحكومية المكلفة بخدمته ترعاه وتهتم به وتبادر إلى البحث عنه سيفتخر حقاً بانتمائه، ولا أقصد الفخر الأجوف الذي يصيب بالفوقية الفارغة، بل الفخر المنتج الذي يجبرك على أن تكون مفيداً ومنتجاً لبلادك، عندما يرى المواطن بأم عينه اهتمام الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة الخارجية بأفراحه وأتراحه، سيترسخ هذا الانتماء أكثر. لا يمكن أن يتجذر الانتماء فقط بسبب بعض الأناشيد والأغاني، ولن يُغرس بمناهج التربية الوطنية التي يُناقش حالياً مدى فاعليتها، ستأتي لكم الوطنية النافعة متى ما أشعرتم المواطن بأنه مهم وله قيمة تأتي في الأصل من كونه إنساناً وأنكم مسؤولون عن إنسانيته وعن حياته ومنزله وعائلته والمفقودين منها، ستأتي لكم الوطنية مسرعة كالريح، وستستقر في الأفئدة، لن تكون مظهراً إعلامياً يتشدق به البعض تحت الأضواء.
دخلت إلى الوطنية من باب وزارة الخارجية، في حين ان لها أبواباً كثيرة، لماذا الخارجية؟ هل لأن بعضنا مقبل على إجازة الصيف فقط؟ لا… بل لأن الأخبار المتداولة تحكي عن احتجاز مسافرين سعوديين في سورية، لا أحد يؤكد ولا أحد ينفي! وكأنه لا توجد سفارة سعودية في سورية وكأن هذا البلد في كوكب آخر لم تكتشفه بعد مراصد وزارة الخارجية، أمام هذه الأخبار تقف وزارة خارجيتنا الموقرة صامتة، لا بيان ولا توضيح.
يتهم السعوديون في كل مكان ولم تتطور وزارتنا الموقرة لتعلن كل فترة وعند الحاجة تحذيرات من السفر إلى البلدان الخطرة، حتى ولو كانت بعضها مدرجة في قائمة الممنوع السفر إليها، وعندما تجتهد الصحافة وتسأل يكون الجواب الشهير “لم تصلنا معلومات”، يجب أن تركض المعلومات وتهرول لتصل إلى السفارات! أما موظفوها فليس من واجبهم المبادرة والبحث والتحري، ماذا يعملون؟ لا ندري! هل كُلفت “مكاتب متخصصة” بأعمالهم مثل قوائم تأشيرات افريقيا؟! أيضاً لا ندري… لأنه لم تصلنا معلومات.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط