صديقي للتو عاد من كوريا…، الجنوبية طبعاً، وهو مبسوط مما شاهده وعايشه، الرحلة علاجية، والألم الذي يعاني منه في الظهر تحسّن كثيراً شفاه الله. قصة العلاج قصة أخرى ربما يسمح لي بروايتها في مقالة أخرى.
الشاهد هنا هو دهشته من حسن التعامل الذي لمسه في كل محطة وموقع مرّ به، وهو حسن غير مصطنع ليس فيه رائحة النفاق، بل جاء من ثقافة إتقان العمل… الأمانة.
طبعاً الأمانة عندنا «وظيفة»، المهم أن صديقي ذكرني بالكوريين عندما كانوا يعملون في بلادنا من خلال شركات مقاولات، تذكرت تلك الأيام الطيبة إنشائياً، كان العامل الكوري في حاله حتى لا يعرف عنه الفضول، تمرّ به وهو منشغل في عمله بدأب، ولا أذكر أنه تأخر صرف رواتبهم من شركاتهم!
لم يجد جماعة ربعنا في الكوريين سوى الحديث عن أكلهم لحوم الكلاب، مع أن ذلك لم يثبت بحسب ما أذكر، لكن الناس في ما يبدو افتقدوا الكلاب التي يرجمونها لو شاهدوها!
يمكن لنا المقارنة الآن بين ما شيّدته شركات كورية في البلاد وما شيّدته شركات أخرى جاءت بعدها، خصوصاً ما اصطلح الإعلام الرسمي عليه بـ«إحدى الشركات الوطنية»، والعبارة السابقة هي التي أصبحت أكثر تداولاً عند توقيع عقود المشاريع بعد تلك الفترة. حاولت هنا منذ زمن التنبيه لخطورة استغلال الصفة «الوطنية» تجارياً، وكلما أكثرت الكتابة تشعّب الاستغلال، ثم أصبح يضاف إليها «الرائدة» مع «الوطنية»، وكان الأَولى أن نفحص «الوطنية» أولاً، فهي ليست مسألة منشأ أو رخصة، هي مسألة أخرى أعمق تجدها في الروح إن كانت هناك روح، نرى نتائجها في «مشاريع»، قامت على إنشائها شركات «وطنية» أو جرى «توطينها»!
تحسفت على الكوريين الطيبين المتقنين لأعمالهم، هم من طبّق الإتقان، مع كل الحض عليه في عقيدتنا – للأسف أقول هذا – كانوا ومازالوا أفضل منا بسنين ضوئية. وتحسفت أنني كتبت يوماً ما أشيد بما جرى في قضية كانت من أسباب تشويه سمعة الشركات الكورية، وهي قضية الرشوة الشهيرة. انظر إلى الوضع الآن وقارن. أصبح بعضنا يقول اسرق ولكن اشتغل بذمة! طراها الشركات «الوطنية» بمشاريعها «الرابصة» وتضرر أهلنا في تبوك من السيول. وينك يا «سيئول»… وينك «يا سيئول»!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
الله يرحم الحال،
اذا جاء وقت ترسية المشروع ترى جميع الالتزامات والعهود والمواثيق الكتابية والشفهيه، وبعد توقيع العقود تبدأ مرحلة الأعذار .. بعضا هم سببه والآخر بيروقراطية النظام والموظفين …… ولا تهون المصالح الشخصيه في الجهتين
ما نقول الا الله يعين
سيدي العزيز عبدالعزيز…
التصنيف.للمقاولين..؟
تصنيف الاعمال..؟
مواصفات الانشاء.؟
مطابقة المواد لمواصفات؟
المواد المقلدة؟
المواد المتوفرة فى السوق.. التقليد الاصلي(الجمرك).
الاجراءات التظيمية,والادراية للضبظ والتحكم لمحاور المشروع(المقاول,الاستشاري,كراسة المشروع,..)
السيادية “المطلقة” للصفة التعاقدية فى مشروعات الدولة.(وبناء عليه سيادية ممثل الدولة فى المشروع ).
بطئ و وكثرة أجراءات المستخلصات المالية,وعدم مرونتها.
خذلان وتقاعس البنوك . للتمويل…؟ وجبروت فوائدها أمام غفلة مؤسسة النقد.
المذكور أعلاه بيئة مناسبة للفساد و ربوصية المشاريع الحكومية و” بروك ” فئه محدودة من المقاولين على المشاريع الحكومية (فى الغالب).
لست مخالفا لما كتبت,مع مراعات فارق التوقيت..فيما بين ذلك الوقت وهذا الوقت..!
(………. صيغة مثالية..!
* لى الحق منفردا تغيير أو أضافة ما يناسبني فى ماذكرته أعلاه.
** ليس لك الحق فى الاعتراض لدى أية جهة أخرى.
*** ليس لك أية حق فى أن تـتـكـتـب أو أن تـقرأ ,أن تـقـف ,أو أن تـجـلـس, أن تصمت ,أو أن تتكلم.
…………).
تحياتي …أبو أحمد
خذ بالك من رائده وكيف اصبحت رائده هل تعلمت على المشاريع النائيه ام لها تجارب دوليه اما وطنيه فهي لاتعرف من الوطنيه الا دجاجها والا بما تفسر هذه الفضائح بعد كل سيل وفي كل مدينه وقريه وهجر قال ايه وطنيه رائده
حقيقى مدونة جميلة جدا و الموضوعات أكثر من رائعة .. بالتوفيق الدائم إن شاء الله