ليس هناك أفضل منّا في صياغة العبارات والديباجات، عود من عرض حزمة الأفضلية، مثل هذا أيضاً مسميات الأجهزة الحكومية المعنية، حماية البيئة على سبيل المثال، «حماية» تعني «فعلاً»، فماذا فعلت، لا شيء يذكر! ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل سايرت وصمتت على كثير من قضايا تلوث البيئة. ومع أن غرض حماية البيئة هو حماية الإنسان، فإن إنسان هذه الأرض لا يعلم سوى القليل عن تلوث بيئة يعيش فيها وتعيش أو تموت به، هو لا يعلم شيئاً يُذكر عن التلوث الذي أحدثته حرب الخليج على رغم مرور عقدين من الأعوام عليها، وكما القديم لا يعلم عن ما يكشف جديداً ومدى صحته وخطورته، مثل ما يتم تداوله عن مواقع في منطقة تبوك. هذا في الممتزج مع التراب والهواء والماء، الخافي المختفي، لكن الأمر يتجاوز ذلك، مصلحة الأرصاد وحماية البيئة صمتت على تلويث شركة معادن لمهد الذهب على رغم إثبات ذلك علمياً، وتضرر السكان مع تزايد نسبة أمراض خطيرة، ووقفت في منطقة الصمت الممانع في القضية المرفوعة من السكان، بدلاً من أن تكون محامياً لهم!
وتتعذر الآن في تصريح أخير بقلة عدد المراقبين للمصانع! ماذا كانت تبني الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة منذ إنشائها إذا لم تجهّز مراقبين؟ مجموعة من الموظفين والمناصب! هي لم تفلح في رصد الأحوال الجوية ولا في حماية البيئة؟
وحتى تعلم عن الشطارة في الديباجات وصياغة العبارات طالع الرسائل.
رئاسة حماية البيئة تقول في رسالتها: «حماية البيئة من التلوث لكل ما يحيط بالإنسان من ماء وهواء ويابسة وفضاء خارجي، وما تحتويه هذه الأوساط من جماد ونبات وحيوان وأشكال مختلفة من طاقة ونظم وعمليات طبيعية وأنشطة بشرية، والحفاظ عليها ومنع تدهورها والحد من ذلك».
لكنها ليست حالة استثنائية في تدبيج العبارات، انظر إلى رسالة شركة معادن «الوطنية» وماذا تقول: «وتسعى معادن إلى تحقيق أهدافها أخذاً في الاعتبار اهتمامها البالغ بالموارد البشرية والصحة والسلامة والمتطلبات البيئية.. انتهى». وترى أن «الاهتمام البالغ»، ظهر في «تطنيشها» لكل الآثار السلبية على السكان في مهد الذهب، مع الاستمرار في «قحش» الذهب، ومن العجب أن مجلس إدارتها مشكّل من أعضاء أغلبهم حكوميون؟ حماية البيئة لدينا هي في منع بيع الحطب، لأن من يتعامل به بسطاء… فلا تكثروا علينا من الخطب.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط