في مقالة «مصر لا تترك لوحدها… أدركوها!»، طالبت أن يبادر «الأشقاء العرب» إلى لمّ شمل المصريين لإيقاف التدهور، وحال التجاذب الحادة التي قد تحرق الأخضر واليابس. الهدف مبادرة في وقت الضيق هذا، مصر ليست بحاجة إلى حوار بقدر ما هي بحاجة إلى تفاوض بين الأطراف السياسية.
لكن صديقي علّق قائلاً: «الأشقاء العرب… أليست قديمة؟» وفعلاً بعد أن دققت وجدت أن «الأشقاء العرب» من العوالق الذهنية! بل تذكرت أن كلمة «الشقيقة» في نشرات الأخبار وبيانات تنشر عن مباحثات «تتطابق فيها وجهات النظر»، منذ ما قبل تسونامي الثورات العربية، كانت «الشقيقة» مثاراً للتندر والصداع أحياناً.
بعيداً عن «الحلم العربي» سواء في تنظيرات القوميين العرب، أو في أغنية شهيرة انطفأت بسرعة هناك واقع.
الواقع يقول إن هناك علاقة عضوية، وحتى لا يذهب البال بعيداً لست في معرض التذكير بالمشتركات، بل في التأثير والتأثر. الثورات أكبر مثال حي على ذلك. ثورة تونس كانت ملهمة للثورة المصرية، وكلتاهما أسهمت في الثورات اللاحقة في ليبيا واليمن وسورية، هل هذه مصادفة؟ بالطبع لا. الاستحقاقات متشابهة وإن اختلفت نسبياً، ونظرية الأواني المستطرقة أثبتت صحتها سياسياً، لذلك فإن ضياع مصر لا سمح الله تعالى، في أي اتجاه متدهور، نذير شؤم على الدول العربية الأخرى، من هنا كتبت نداءً للعقلاء ليدركوا مصر!
ثم إن أي فشل سياسي تُلاحظ مؤشراته في دول الثورات العربية لا يعني إطلاقاً انتفاء الأسباب التي أدت إلى هذه الثورات! هي أسباب كامنة في مجتمعات الدول العربية، بعضها يظهر على السطح، وبعض آخر يتنفس تحته! لا أتحدث عن مصالح مشتركة، بل عن أمراض مشتركة.
هذه الأسباب الطافحة على السطح منذ زمن، هي استحقاقات انكشفت أكثر خلال العامين الماضيين، ولن تنفع في علاجها المسكّنات، بل إن شراء المزيد من الوقت يعني مزيداً من إنتاج الأسباب وتضخيمها. وفي أضعف الأحوال، إذا لم تعالج الأسباب بسرعة وعمق، فهي ستبقى مصدراً للهزات، وثغرات إما أن تنفجر من الداخل، أو تكون عوناً وأداة في يد أي طارق من الخارج!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط