في مكتب الصحيفة صادف وجود رجل أعمال يدير محافظ بملايين الريالات، حينما كانت للملايين «شنة ورنة»، فجأة سمعنا صوتاً نسائياً مجلجلاً، لم يكن معتاداً دخول نساء للمبنى، استطلعنا الأمر فإذا بها سيدة تطلب مساعدة مالية، كانت «ملسونة» بامتياز. دخلت الأيدي في الجيوب إلا من صاحبنا رجل الأعمال، سألته مازحاً هل في «مخباتك» عقرب؟ وعلى طريقة ألف ليلة وليلة قال إنه حدث له موقف مشابه، في شركته دخلت عليهم سيدة ومعها طفل صغير، «لمت المقسوم» وخرجت، سافر صاحبنا في الصيف إلى جنيف، ومن شرفة الفندق لاحظ سيدة وطفلاً ينزلان من سيارة أجرة، لقد شاهد هذا الطفل، لكنه نسي أين؟ في ردهة الفندق لاحظ أن السيدة مع طفلها تنتقي الخليجيين للتحدث إليهم، بعد أن «دقق» في أشباه الطفل عرف أنهما من حضرا إلى شركته. بعدها قرر عدم «الاستثمار» في هذه «الصفقات». هذه قصة قديمة، نأتي للجديدة، قبل أشهر ظهر صوت سيدة مؤثر على إذاعة «إف إم» محلية، «أم فلان» روت حالة إنسانية تقطع القلوب، تفاعل معها مقدم البرنامج، حصد المقطع على«يوتيوب» أكثر من مليون مشاهدة، الرقم الآن ولا بد تجاوز ذلك بكثير.
قام فاعل خير بالبحث حصل على وسيلة اتصال، ثم أرسل رجلاً مع زوجته لمنزل السيدة للتأكد من صحة المعلومات، تهاوى كثير من تفاصيل صحة الرواية، وما زال «يوتيوب» ينبض بالحياة. اختصرت الكثير في أسطر.
حسناً هل يعني هذا أن كل أو معظم ما يبث أو ما ينشر من حالات غير صحيح أو مبالغ فيه؟ بالتأكيد الجواب بالنفي. إنما أكثر المحتاجين بعيدون عن الوصول للإعلام، أولئك المتعففون، الجزء الأهم من العمل الخيري هو في البحث والتقصي لا انتظار من يأتي طالباً مساعدة! الإعلامي في النهاية بشر يتعاطف، يتفاعل ويخطئ هذا طبيعي، لكنه يخطئ أكثر حين يكتفي بدور الناقل، الجهد الأكبر في «مهنة المتاعب» هو التدقيق والتوثيق، ومن واجب الإعلامي عدم الاكتفاء بالتمرير، فالأمر ليس لعبة كرة قدم.
الخطورة الأبعد عمقاً في بث حالات إنسانية يثبت مبالغتها أو عدم صحتها أنها تبلد الإحساس المجتمعي تجاه قضايا في أمس الحاجة فعلاً، تصيبه في مقتل!
هل الضمان الاجتماعي كافٍ للمحتاجين له؟ مؤكد أن الجواب أيضاً بالنفي مع تضخم وارتفاع أسعار، تطويره هنا مطلوب. بدلاً من تقديم المعونة المالية وفر وسيلة كسب للقادرين على العمل. لكن هناك دوراً لك أنت! إذا كنت تعلم عن حاجة أسرة متعففة لم يشملها الضمان الاجتماعي أو يمكنه مساعدتها، قم بدورك، أبلغهم عن ذلك، أحرجهم!، أسهم بجهد ولو قليل، عمل الخير ليس محصوراً بالعطاء بل يشمل التفقد والسعي بحثاً عن المتعففين.
الا يمكن الاستفادة من الحاسب للتقصي ؟
هل الوزارة عاجزة عن تطوير آلية جمع المعلومات للمحتاجين وتوفيرها لمقدمي المعونات ؟
أسئلة قد تقودنا لتسهيل وصول الصدقات لمستحقيها .
وفقكم الله
استاذنا الحبيب ابو احمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
اقترح يابو احمد ان يتم ايداع الصدقات والمساعدات في الجمعيات المرخصة ومن
ذمتنا لذمتهم .. وانت الصادق صار الواحد ماهو عارف من الكذاب ومين الصادق.!!