الصورة طبق الأصل!

يشير البعض من قرّاء لهم مواقع مختلفة، ما بين الأهلي والرسمي، إلى قضايا وظواهر يُنشر عنها في وسائل الإعلام قائلين إن «هذا مما يشوّه صورتنا»! وبعض آخر يتحدث عن الواجهة، مثل واجهة البلد، نحن نحب «الواجهة» كثيراً لكننا نهرب من «المواجهة» أكثر.
لا شك في أن هناك رغبة عارمة في أن تكون صورتنا الأفضل أو من الأفضل، لكن الأمور ليست بالتمني ولا بالتجمّل، بل بالعمل وتقويم الأخطاء.
الواقع أن ما يوصف بالتشويه أو المشوّه، هو جزء من الصورة طبق الأصل حتى ولو استُخدم مكبر لتضخيمه، كبر أو صغر هو من مكونات الصورة.
وأصل هذا الإشكال الذهني، صورة زاهية بديعة انطبعت في الأذهان، لا شك جرت المبالغة فيها، أخفيت بالمبالغة، ولمعان الألوان الجزء الأهم من تشوهات موجودة من مكونات الصورة. بدلاً من إصلاحها جرى حجبها أو التهوين منها، وإذا كانت برامج كومبيوتر الآن يمكنها تغيير الصورة بالقص واللصق أو الإضافة في شكل دقيق قد لا يلاحظه إلا المتخصصون، فإن الإعلام أيضاً كان يُجمل بالقص واللصق مع تلوين على مدى طويل، وأتذكر هنا أن وزيراً أسبق للإعلام انزعج من مقالة عن نقص المياه لأنها «تشوّه صورتنا في الخارج»! لم يكن مهتماً بنقص مادة حيوية لإنسان هذه الأرض أو احتمال تلوثها، وأخطار تنتج من سوء استهلاكها على المخزون. وهذا لب المشكلة، الاهتمام بالصورة في الخارج على حساب الواقع على الأرض، على رغم أن الأمر ببساطة يمكن اختصاره بالآتي: حسّن الصورة داخلياً تحسيناً فعلياً، تتحسّن أوتوماتيكياً في الخارج، ثم من الأَولى، الداخل أم الخارج؟

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

رد واحد على الصورة طبق الأصل!

  1. طارق حسني محمد حسين كتب:

    استاذنا الحبيب ابو احمد .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    والحمد لله انك استاذنا اوضحت اللي في قلوبنا حسّن الصورة داخلياً تحسيناً فعلياً، تتحسّن أوتوماتيكياً في الخارج.
    واجابة لسؤالكم استاذنا لا والله الاولى الداخل والداخل يختصر عليك مجهودات كبيرة سوف تبذلها في الخارج وشكرا

التعليقات مغلقة.