عين الصحة الحمراء

لا نذكر وزارة الصحة إلا عند حدوث الأخطاء الطبية وتراجع خدمات الرعاية الصحية، وارتفاع أسعار الأدوية، هذه المرة أريد أن أذكر هذه الوزارة بالخير وأقدم لها الشكر، والسبب أنها قررت خفض أسعار الأدوية المستوردة من الدول الأوروبية، بسبب انخفاض أسعار عملاتها، وفي مقدمها اليورو، ما بين عشر واثنتي عشرة في المئة. بقي على الوزارة أن تتأكد من تطبيق قرارها في الصيدليات، الذي سيصبح نافذاً بعد ثلاثة أشهر، بحسب ما صرح به المتحدث الرسمي باسم الوزارة الدكتور خالد مرغلاني لهذه الصحيفة، ولعلها تعيد النظر في أوضاع الصيدليات التي تحول بعض منها لمحالّ شبيهة بالدكاكين التي تضع لوحة “كل شيء بريالين، وبخمسة وبعشرة” وتجد أكثر بضائعها بأسعار ليس لها علاقة بالخمسة أو العشرة. وإحدى القضايا التي يواجهها المريض المحتاج للدواء هو إصرار غالبية الأطباء على كتابة دواء شركة  معينة، إما لأنها الأشهر أو لأن دواءها هو أول ما وصل للأسواق، وغالباً ما يكون سعره مرتفعاً، وهناك بدائل له بالفاعلية نفسها وأقل في السعر، والمرضى لا يعلمون خفايا سوق الأدوية ومتاهات الوكلاء والصيادلة، وما دامت وزارة الصحة حققت رغبة الجمهور بهذا الخفض، فإنه أمر يجعلني أطالبها بأن تراقب مدى توافر الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية في الأسواق، وأسعارها المرتفعة، وكيف يُستغل المحتاجون لها من أطراف عدة، كما أنني أعتقد أن على الوزارة واجباً أخلاقياً يسمح لها بأن تنذر بعض شركات الأدوية المحلية والأجنبية التي  أصبحت تعلن عن منتجاتها من الأدوية الجنسية بصورة مخجلة، ليس فيها ذرة حياء، ولا مراعاة لمشاعر المشاهدين، أعتقد أن لدى الوزارة القوة الأدبية لإيقاف هذه المهازل الفضائية، وإذا ما أظهرت الوزارة لهم “عينها الحمراء” فسيتوقفون عن هذا النوع الرخيص من الإعلانات، والذي لا يدل إلا على  فقر مدقع في الأفكار الإعلانية لدى شركات الإعلان وشركات الأدوية، وسوء تقدير من القنوات الفضائية، التي تسمح ببث مثل هذه الإعلانات طمعاً في المال من دون اعتبار لمشاعر المشاهدين، سيقدر الناس للوزارة تدخلها في هذا الشأن، خصوصاً أن وزارة الإعلام لا سلطة لها على الفضائيات الخارجية حتى ولو كانت تدار بأموال سعودية، وقد تتمكن الصحة  من تنظيف جزئي للفضائيات، التي نُشتم في الخارج بسبب بعض منها .

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.