لا يمكن فهم قيام فلسطيني بعملية فدائية في الأراضي المحتلة، ثم يعلن هو في شريط مسجل عن اسمه واسم عائلته، والبلدة والتنظيم اللذين ينتمي إليهما، ثم تسارع قوات المجرم شارون إلى التنكيل بهذه البلدة وتلك الأسرة في هجمة شرسة، وتتراجع عن انسحابات أو أجزاء من خطط السلام المزعوم! فهل يستخدم مثل هذا الفلسطيني وأسرته في صراع سياسي فلسطيني داخلي بين الفصائل والسلطة، أم أن تلك المنظمات مخترقة من الدولة الصهيونية، تستخدمها متى ما شاءت؟!
كما لا يمكن فهم كم الأشلاء والدماء في العراق والهجمات المجنونة التي طاولت الأطفال والمسنين، وهل يعقل أن تكون المقاومة وراء مثل تلك الأعمال؟! ولمصلحة من تعمل بهذه الصورة ميدانياً؟ أم أن هناك خطة لتشويه سمعة المقاومين لاحتلال العراق بزج واستخدام تنظيمات إرهابية عبثية أو أفراد سذج.
هذه الفوضى مَنْ صنعها؟ هل هو سوء التدبير والتقدير من السياسة الخارجية الأميركية أم أنها سياسة “فرق تسد” السائدة الآن في العراق وفلسطين المحتلة؟ التاريخ يشهد أن القوى الاستعمارية استخدمت كل الوسائل حتى الهمجية منها لتتمكن من تحقيق أهدافها، ومع ذلك نظل في دوامة تستعصي على الفهم بالمنطق والعقل.
كما لا يمكن فهم ارتماء أقطاب فاعلة من الحكومة العراقية الانتقالية على إيران في حين أنها لا تضع اعتباراً مهماً للدول العربية أو للسنة العرب في العراق، لعل القارئ الكريم أطلع على الرسالة التي حصلت عليها جريدة “الحياة” ونشرتها في العدد 15440، وهي رسالة من رئيس العراق جلال الطالباني إلى رئيس وزرائه إبراهيم الجعفري يتهمه فيها بجملة اتهامات، أهمها الانفراد باتخاذ القرارات، وتحييد أعضاء الحكومة الآخرين، وإطلاق سراح جميع السجناء الإيرانيين مخالفاً كل القوانين، والرسالة طويلة، وهي تشير إلى خلل كبير في هذه الحكومة “المرقعة” يتوقع معه انشطارها، وحتى يكون المتابع قريباً من أهمية ما جاء في الرسالة، أنقل جزءاً منها يوضح الطريق المسدود الذي وصلت إليه، إذ يتهم الطالباني رئيس الوزراء بجملة تهم، منها “تجاهل حقيقة الوزارة، وهي جزء من الحكومة، وتتصرفون وكأنكم وحدكم الحكومة، وتحصرون صلاحياتها بشخصكم وحدكم” انتهى.
الحقيقة المرة أن العراق المقسم حالياً وبحكومته القائمة يدير ظهره للعرب، ويظهر أن له تطلعات أخرى ليست في مصلحة الدول العربية، وإذا لم تستيقظ الحكومات العربية فإن العراق العربي قد يتلاشى.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط