“تانيا سي هسو” كاتبة أميركية، وصفت نفسها بأنها “محللة متخصصة في شؤون المملكة العربية السعودية” زارت بلادنا، ثم كتبت مقالاً بعنوان: “خطاب مفتوح للسعوديين” نشرته جريدة “عرب نيوز”، ونقلته عنها صحيفة “الرياض” أواخر الشهر الماضي.
المقال يفيض بالمشاعر الطيبة عن السعودية والسعوديين، من واقع مشاهدات الكاتبة ونقاشاتها مع من التقتهم، كما يحوي أفكاراً ونصائح لنا ولمن كلف بالدفاع عن قضايانا هناك داخل الولايات المتحدة الأميركية، وهي نصائح جديرة بالاهتمام والبحث، مشكلتنا أننا لا نعلم عن استراتيجية أو خطة لتحسين وتوضيح الصورة هناك، لذلك صارت الساحة الأميركية مجالاً رحباً وفسيحاً للتشويه والافتراء، وبلادنا تدفع الثمن. والحديث في هذه الجزئية يطول، لكن أبرز ما لفت نظري في المقال هذا الجزء الذي أنقله حرفياً معتمداً على الترجمة.
تقول الكاتبة: “والسؤال هو: ما الذي جعلني أشعر بالغضب؟ لقد ظل هناك سؤال يطاردني، لم أحصل على جواب له خلال جميع مناقشاتي التي جرت في المملكة، فعندما كان يُوجَّه سؤال لشخص حول أسباب شعوره بالفخر لكونه سعودياً كان من الإجابات الشائعة أن السبب في ذلك كونه مسلماً أو عربياً، كما أن المملكة هي موطن الحرمين الشريفين، ولكنني لم أتلق إجابات حول القومية والروح الوطنية السعودية، ألا ترون ما في هذه الناحية من معنى؟”، انتهى المنقول.
هناك التباس وهناك ملاحظة جديرة بالبحث والتدقيق، الالتباس الذي تولد لدى الكاتبة هو التضاد الذي توهّمته لشعور من التقتهم وسألتهم فأجابوا باعتزازهم لكونهم عرباً ومسلمين، فهي تسألهم عن سبب فخرهم بكونهم سعوديين؟ وهم يجيبون لأنهم عرب ومسلمون أو لكون المملكة تحتضن الحرمين الشريفين، فهي تفصل بين هذه الدوائر، ولا تستطيع رؤية أن لها منبعاً واحداً، وهي في سؤالها الذي أغضبتها الإجابات عليه تبحث بحسب تقديري عن أساس “الروح الوطنية السعودية”، لذلك أشارت في جزء آخر من المقال إلى أنها لم تتلق إجابات حول “القومية والروح الوطنية السعودية”، هنا يظهر التباس لدى الكاتبة الكريمة في مسألة القومية، أما “الوطنية السعودية” فلم تستطع اكتشافها، والسبب أنها لم تطرح السؤال الصحيح، إن جاز التعبير، ما هو السؤال الصحيح يا ترى؟
أرجو ألا تغضبوا! وكما نقول باللهجة المحلية “خذوني على قد عقلي” لو أنها سألت بعض من التقتهم عن المنتخب السعودي لكرة القدم لربما حصلت على الجواب الشافي، ستبرز الروح الوطنية التي تسعى الكاتبة لاكتشافها، لكن لماذا لا تتجلى هذه الروح إلا في قضايا الكرة والفن وما إلى ذلك؟ ولماذا هي منزوية هناك؟
هذا موضوع يحتاج إلى وقفة أخرى، بقي أن أشكر الكاتبة على مشاعرها وعلى بحثها الصادق عن الحقيقة، فسبحان من خلقها وخلق “فريدمان”.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط