الحملة الإعلامية التي يشنها أطباء الامتياز تدعو إلى الإعجاب، لم يترك أطباء المستقبل باباً إعلامياً إلا وطرقوه، وما أن أُعلن عن خفض مكافآتهم حتى نظموا صفوفهم، وجندوا أدواتهم، فانهالت الرسائل الالكترونية على كتّاب المقالات، وتبعها المشاركات في المنتديات، وأصبحت قضيتهم هي الأولى صحافياً وإعلامياً بلا منازع، وظهرت صورهم مقرونة بآرائهم ومصورة أحوالهم النفسية بعد قرار الخفض.
أثبت أطباء المستقبل أن لحم مكافآتهم مر وعلقم، ومعهم كل الحق في ذلك، ولعل أصواتهم لا تذهب أدراج الرياح، على رغم أنني لا أوافق على وصف بعضهم لأنفسهم بأنهم صفوة الصفوة كما وصلني!
وأعتقد أن مجلس التعليم العالي ومن ورائه وزارة التعليم العالي يواجهان حرجاً كبيراً، ولا بد من أن اللجنة التي أوصت بذلك في غاية الحرج هي الأخرى، والعجيب في الأمر أن قرار مجلس الوزراء الذي وافق فيه على توصية مجلس التعليم العالي لم يوضح الأسباب، فما الحيثيات التي تدعو إلى مثل هذا الخفض؟ هل تم الاكتفاء الوطني منهم بحيث يتم – من خلال الخفض – دفع الخريجين إلى اختيار تخصص آخر؟! بالطبع الجواب “لا” كبيرة ومتينة، وقرار مجلس الوزراء أشار إلى أن التطبيق سيتم من بداية العالم المقبل. عندما تكون هناك رغبة في إصدار قرار يمس شريحة مهمة وفاعلة من المجتمع يجب أن توضح الأسباب بشفافية، وعندما انخفضت أسعار البترول وانتهجت الحكومة سياسة الترشيد في الإنفاق تجاوب المواطنون معها.
والشباب بل والمواطنون في السعودية كانوا ولا يزالون ينتظرون زيادات في الرواتب أو المكافآت مع ارتفاع أسعار النفط ومعها دخل البلاد، وعلى رغم أن مثل هذه الزيادة لو تمت سيبتلعها التجار في ليلة وضحاها، وسنجد ارتفاعاً في تكاليف المعيشة أكبر من الارتفاع الحالي.
الواقع أن كل خدمة أو سلعة ارتفع سعرها بنسب مختلفة، بل وتواصل الارتفاع، ولم يتخلف عن هذا الركب سوى “الخبز” الذي أصيب بتراجع في الجودة، إضافة إلى ارتفاع كلفة المعيشة فإن المتطلبات على الأفراد والأسر ازدادت أيضاً، وإذا وضعت معها الرسوم الحكومية المختلفة، والفواتير طيبة الذكر ستصاب بالصداع.
ولست أعرف ماذا أصاب الأطباء، العاملون منهم في الحكومة منعوا من العمل في القطاع الخاص، وأطباء الامتياز خفضت مكافآتهم، فهل أصيبوا بالحسد؟!
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط