المذيع المتجمد

يأمل المهتمون بالإعلام السعودي أن يتم تطوير التلفزيون بقنواته المتعددة، وعندما تناثرت الأخبار عند إنشاء قناة “الإخبارية” تفاءل البعض وكانت النتيجة كما تشاهدون، النجاح الوحيد لتجربة القنوات الإضافية كان من نصيب القناة الرياضية، والسبب معروف، المساحة أفضل والحرية أكبر والعاملون “يبخصون” المواضيع، “الإخبارية” وقفت عند حد معين رسم لها، وهو الحد الذي نشأت عليه قناة “العربية” في بواكيرها، وكأنها زائدة عن الحاجة ولا أحد يعتقد أنها ستتمكن من الإقلاع لأسباب لا تخفى على كل إعلامي، وإذا نظرنا إلى القناة الثانية نجد أن نموها توقف أيضاً منذ سنوات، على رغم الاقتراحات، والتعذر بالموازنات غير مقنع، فنحن نرى قنوات تتبع شركات أو جهات لا ترقى إلى مصاف دول وهي ناجحة من دون ابتذال وفي حدود الأهداف التي وضعت لها.
يتبقى لنا القناة الأولى، وسبق أن ذكرت كثيراً من الملاحظات بسيطة التكاليف عنها ولكن… ومع لكن هذا يكتب لي الأخ الكريم ياسر باجسير ملاحظات جديرة بالتوقف والعناية، وهذا بعض من رسالته (القناة الأولى وبالتحديد البرامج التي تبث من استوديوهات مناطق المملكة ما عدا الرياض، جميع تلك الاستوديوهات تعاني وبشدة من مرض عضال من حيث الديكور والإضاءة، وتعاني من مقدمي البرامج في تلك المناطق من حيث تجمدهم أمام الكاميرات وعبوسهم وحركاتهم المصطنعة…
في نظري الحل بسيط وهو:
1- الاهتمام بالذوق في الاستوديو من حيث: الألوان، نوع الأثاث… الخ.
2- الاهتمام بالإضاءة… فدائماً البرامج تكون قاتمة، ومعتمة… ما عدا “مستشارك” و”حياكم”.
3-  الاهتمام بمقدم البرنامج من حيث: جعله يحس بالراحة بعيداً من الضغوطات حتى يكون على سجيته بدلاً من التنمق الزائد في العبارات والخوف على الشماغ من الخراب والجلوس “كتمرين اليوغا”) انتهى.
ليس هناك أسوأ من التجمد أمام الكاميرا سوى الإطالة في عبارات الترحيب والتبجيل والأسئلة الممتدة مثل قطار بضائع.
 وشاهدت كثيراً مما ذكره الأخ ياسر، وهو أمر يدعو إلى الأسى، فبعض هذه البرامج ومن ديكوراتها وإخراجها يعتقد المرء أنه يشاهد برنامجاً عن “أيام زمان”… مع بعض الألوان، والمخرج ومثله المذيع كما الكاتب إذا لم يطور أدواته يبقى أسيراً لأفقه القديم المحدود ولن ترتفع له هامة، لأنه قنع بسقف منخفض، وإضافة إلى ما ذكره الأخ ياسر هناك ضرورة قصوى للاهتمام بالمضمون على حساب الشكل.
برامج المناطق لها أهمية ربط وطني كبير، لا يلتفت إليه التلفزيون للأسف، وهي مكرسة لتقليد المقلد، فإذا عملت محطة الرياض عملاً استنسخوه وهو مستنسخ أصلاً، وبتلك الإمكانات لا نتوقع إلا انحداراً مستمراً، أكرر أن لإنتاج محطات التلفزيون في خارج المدن الكبرى أهمية وطنية بالغة، والاهتمام الحقيقي بها أفضل من استيراد المسلسلات المهترئة والأفلام الوثائقية التي صارت بالية من كثرة العرض.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.