اختلف المشاهدون في تقويم الحضور الإعلامي للقناة الأولى للتلفزيون السعودي، في تغطية مراسم تشييع فقيد الأمة الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله – ومبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، بعض من المشاهدين استحسنوا أسلوب التلفزيون، وبعض آخر ركز على هنات وثغرات هنا وهناك، وفي تقديري أن القناة الأولى قدمت صورة طيبة عن مجتمعنا فيها من البساطة والتلقائية الشيء الكثير، خصوصاً في تغطية مراسم العزاء ومواراة جثمان الفقيد الثرى، ولعلها المرة الأولى التي يتم فيها ذلك بثاً حياً مباشراً، أما معظم الثغرات فقد جاءت من بعض المذيعين، نتيجة لعدم الاستعداد أو لنقص في الخبرات والأدوات، وكنت كتبت قبل أسبوع عن أحوال مراكز التلفزيون السعودي الفرعية، وركزت على قدرات المذيعين، ولقد وصلتني رسالة من “إعلامي مخضرم في أحد المراكز الفرعية “لم يرغب في ذكر اسمه، كشف فيها عن أحوالهم وظروف العمل المحيطة بهم، ولهدف إصلاح إعلامنا أنشر هنا بعضاً منها بعد الاختصار الضروري.
“لقد اطلعت على مقالكم المُعَنْوَن بـ “المذيع المتجمد” والمنشور في جريدة “الحياة” بتاريخ 29 تموز (يوليو) 2005 وحيث إنني على اطلاع بشأن ما ذكر سأتحدث لك عن جزئية ما تتعلق بمراكز التلفزيون الفرعية، مقارنة بمركز تلفزيون الرياض، وذلك من خلال بعض نقاط سأذكرها.
أولاً: ان العمر الزمني لهذه المحطات انتهى، والذي تجاوز الخمس والعشرين سنة، إذ استهلكت الكاميرات والأجهزة الفنية والإضاءة، فهي من الأنظمة القديمة، والتي بعضها تبث على نظام سيكام حتى الآن على رغم من أن الإرسال التلفزيوني يبث على نظام بال… ولا تزال كاميراتها ذات الحجم الكبير الذي لا يواكب التقنيات الحديثة من نظام “الديجيتال” والمعمول بها في جميع تلفزيونات العالم.
ثانياً: بالنسبة للمذيعين، فهم محرومون من العلاوات والترقيات والتدريب والمشاركة في نقل الأحداث والزيارات في الداخل والخارج، وعدم إتاحة الفرصة لهم في العمل في المركز الرئيس لاكتساب الخبرات، ما جعلهم يتقوقعون داخل أنفسهم، ويشعرون بالإحباط من جراء الإهمال والنسيان، فبالله عليك يا أستاذي العزيز من أين تريدهم أن يأتوا بالتميز وهم يعيشون في دائرة الإحباط واليأس ومستقبلهم لا يبشر بخير مقارنة بزملائهم الذين يعملون في مركز تلفزيون الرياض؟ فمبدأ التنافس مفقود، ونحن نرجو العدالة والمساواة أسوة بزملائنا الكرام.
ثالثاً: بالنسبة للديكور، فما قلته حقيقة لا يمكن إغفالها، ولكن هذا ناتج من عدم وجود الموازنة الكافية التي تدعم مثل هذا الأمر، فما يعتمد من موازنة للديكور لا يفي بما يطلب منهم.
هذا ما لزم إيضاحه وشكراً لك مع كل الحب والتقدير” انتهى.
التلفزيون السعودي إجمالاً بحاجة إلى الكثير من الإمكانيات والتدريب والتطوير، ليتمكن من مواكبة التطورات الإعلامية المتسارعة، ولعل القائمين عليه يستفيدون من هذه الملاحظات.