الفرد السعودي “ينتج”! من النفايات الصلبة أكثر من نصف طن سنوياً وبحسب التقدير الرسمي بين 1.5 و1.8 كيلوغرام يومياً، بمعنى أن الأسرة المكونة من خمسة أفراد “تنتج” قرابة سبعة أطنان سنوياً، وبحسب مصدر رسمي فإن معظم هذه النفايات هي من الكرتون والبلاستيك، ولست أعلم هل المواد الغذائية تعد من المواد الصلبة أو نصف الصلبة، لأننا لو وضعنا ما “يكب” منها، ربما يتصاعد الإنتاج السنوي إلى أرقام أكبر.
علاقتنا بالبيئة المحيطة بنا لا زالت علاقة أخذ و”معط”، استغلال مجحف ومعه أيضاً تلويث، فيه من اللا مبالاة الشيء الكثير، هناك سيارة يوميا تأتي لتأخذ كل شيء، هذا يقين مستقر في دواخلنا، وقبل أيام شاهدت برنامجاً وثائقياً عرض التطورات الكبيرة التي وصلت إليها صناعة تدوير النفايات وإعادة استخدامها، الغرض الأول من ذلك ليس الربح التجاري بل الحد من التلوث، ووصل الأمر في المملكة المتحدة إلى إنتاج نوع من البلاستيك يتحلل بعد ثلاث سنوات، وفي الصين تدعو الحكومة هناك إفراد الشعب إلى استخدام الملعقة بدلاً من عيدان الخشب لتناول الأكل، وتواجه صعوبة في ذلك، إلا أنها تتقدم، والسبب هو محاولة الحد من قطع الأشجار ومواجهة التصحر الذي تشكو منه أجزاء مهمة من الصين، وللحد من التلوث تدعم البلديات في المملكة المتحدة استخدام الطاقة الشمسية، إذ تتحمل نصف الكلفة للمنزل الذي يقرر أصحابة التحول إلى هذه الطاقة النظيفة، والأجمل أنه يتم تركيب عداد خاص لهذه الطاقة بجوار عداد الكهرباء، يمكن هذا العداد من بيع الطاقة الفائضة إلى الشبكة العامة، ووصل بهم الأمر إلى محاولة إنتاج شرائح تستمد الطاقة من أشعة الشمس، وهي محتجبة وراء الغيوم! وفي الصين يقومون ببناء سور أخضر من الأشجار للحد من الأخطار التي تسببها العواصف الترابية، والطاقة المستمدة من الرياح أصبحت في المتناول، بل أصبح منظر مراوحها المنتصبة مشهداً مألوفاً، وفي تايلاند استطاع رجل انتاج وقود لسيارته من زيت النخيل مع بعض الإضافات، من دون تعديلات على المحرك وتمكن من تخفيف الكلفة على نفسه ومزرعته الصغيرة.
الطريف بل والجميل في الأمر أنه رفض استغلال ذلك بشكل تجاري، لم ينشئ محطة معالجة ويبيعه على الآخرين كما يود كثير منا فعله، بل صار يعلم كل من يريد طريقة التصنيع المنزلية، كل هذا في المقام الأول هو احترام للبيئة المحيطة بنا، إذا لم نحافظ عليها فلن نجدها في المستقبل إلا وقد دمرت، أين نحن من كل هذا؟ لا بد من أن هذا السؤال يطرح نفسه، أقول انظر حولك.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط