اعتبرت وزارة خارجيتنا الموقرة ما حدث لبعض السعوديين في سورية حوادث فردية، 40 حالة بحسب إحصاءات الوزارة هي حالات فردية! مقارنة بالآلاف من السائحين، كما قالت في نص التصريح الصحافي الذي نشر في جريدة الجزيرة يوم السبت الماضي.
من ذلك التصريح، نستنتج الآتي: أن الوزارة لم تكلف نفسها بالرد على تساؤلات أكثر من صحيفة سعودية، ومنها “الحياة” التي ناقشت حالات اعتداء، ومن الواضح أن التصريح جاء بجهود من الأخت الصحافية منيرة المشخص، وإلا لرأيناه منشوراً في كل الصحف كما فعلت السفارة السورية في الرياض، التي ذكرت أنها حالات فردية ولم تشر إلى رقم، والسؤال: لماذا تنتظر وزارة الخارجية إلى أن يلاحقها صحافي أو صحافية ثم تكتفي برد من نوع “كله تمام”، وعلى المتضرر اللجوء إلى قسم الرعايا؟
وتصريح الوزارة نشر على لسان رئيس الدائرة الإعلامية في الوزارة الأستاذ أسامة أحمد نقلي، وهذا يعني أن لديها دائرة إعلامية… فهل هي دائرة مخصصة للإعلام الخارجي؟ بحيث لا تتفاعل مع ما ينشر في الداخل، ومن دون دخول في التفاصيل، يوحي توضيح الوزارة بأنه تم القبض على “الفاعلين” فيما عدا أربع حالات، ولم توضح لنا ماهية هذه الاعتداءات واكتفت على سبيل التخفيف بالقول انها حوادث “عرضية”، والعرضي هو غير المتعمد بحسب فهمي، إلا إذا كان هناك لدى إعلام الوزارة فهم آخر يتناسق مع فهمها لواجب السفارات التي تشرف عليها! وأستغرب كيف يقبض على “الفاعلين” وهي حوادث عرضية؟، إذاً لا بد من أن هناك ظلماً وقع على “الفاعلين”، ثم كررت الإدارة الإعلامية في وزارة الخارجية عذراً رسمياً يذكرنا بحوادث سرقات السيارات، والتسول الخ… بل إنه أصبح “دقة قديمة”… حيث قال رئيس دائرة الإعلام في الوزارة: “إن الحوادث لا تشكل ظاهرة”، مسكينة “الظاهرة”، بدأت في الحقيقة أتعاطف معها، لأن لا أحد يريد الاعتراف بها، ويظهر أنها الأخت الشقيقة للعنقاء وأخيهما الغول.
لست أعلم هل اطلع رئيس الإدارة الإعلامية في وزارة الخارجية على ما نشرته “الوطن” بالأسماء والصور يوم السبت 9 تموز (يوليو) 2005، تحت عنوان” المعتقلون السعوديون في سورية: تعرضنا للتعذيب والوهابية محور أسئلة المحققين”، تحدث في هذا الموضوع بعض الإخوة المواطنين منهم: ناصر العارضي وعبدالله العنزي وغيرهما، قالوا عن الابتزاز والتعذيب والتوقيف والضرب، ونشرت الصحيفة صوراً لآثار ذلك على أجسادهم”… فهل هذه حوادث عرضية أم طولية؟!
أقول للإخوة في وزارة الخارجية… انظروا إلى ما تفعله بعض البلدان عندما يتعرض مواطنيها لحوادث عرضية أو متعمدة، وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة وليس بتصريح صحافي.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط