وكلاء السيارات… وماذا عن الأسعار؟

نشرت وزارة التجارة والصناعة على موقعها نتائج استبيان يوضح مستوى الرضا عن خدمات ووكلاء السيارات في السعودية، وهي المرة الأولى وفق اعتقادي تنشر فيها جهة رسمية نتائج استبيان عن خدمات قطاع خاص تشرف عليه، وهو مما يذكر ويشكر، لأنه فتح جديد في سوقنا «التنافسية»، لِمَ لا وأسماء الوكلاء مع النتائج قد نشرت، والأسماء عندنا وذكرها قضية القضايا.
ليس من السهل ذكر اسم شركة في الإعلام الخاص والعام، إما يقال لك إنه إعلان أو ضد فرص الإعلان، والصحف في العادة لا توافق على نشر اسم شركة حين نقد خدماتها، أتذكر هنا أنني في تجربة سابقة بصحيفة محلية إذا ذكرت نوع السيارة تم تغييرها إلى جنسيتها، مثلاً بدلاً من القول باسمها يصرّ الرقيب على ذكر بلد المصنع من دون الاسم، الهدف ضياع «الزيت» بين قبائل السيارات! ومع عدم قبول بهذا يمكن تفهمه على مضض، في النهاية الصحف تتبع مؤسسات تجارية.
يفترض بخطوة وزارة التجارة أن تغيّر من هذا الواقع، والوزارة أوضحت «نسب الرضا»، يمكن الاطلاع على نتائج الاستبيان على هذا الرابط:-
http://mci.gov.sa/MediaCenter/News/Pages/N00022.aspx
ولاحظت أن وكلاء السيارات الفخمة أو الغالية من أكثر الوكلاء حصداً لعدم رضا العملاء، وهو أمر مستغرب مع ارتفاع الأسعار وكلفة الصيانة مقارنة بغيرها، كأني بوكلاء السيارات يقولون رضا الناس غاية لا تدرك، مع يقيني أنهم … هم في غاية الرضا، خصوصاً أن تخطيط بلادنا مصمم للسيارة أكثر من الإنسان، وهي الوسيلة الوحيدة «المتوافرة تحت اليد» للتنقل، مع صيام طويل عن النقل العام. ثم إن السيارة تحولت بقدرة قادر إلى وحدة نقدية، فهي وسيلة للحصول على السيولة، ربيع سيول السيارات في بلادنا لا يخطئه النظر.
وعلى سبيل المثال إدارة المرور تشتكي من تشبع الطاقة الاستيعابية للطرق، طريق الملك فهد بالرياض يتحمل أكثر من ضعف طاقته الاستيعابية.
عدم الرضا عن خدمات وكلاء السيارات أمر معروف، تشكر وزارة التجارة على وضع نقاطه على الحروف، والأهم ما بعده وأيضاً حتى «تكمل خيرها»، يجب أن تخبرنا لماذا لا تنخفض أسعار السيارات في بلادنا على رغم انخفاض عملات الدول المصدرة؟ إنها في طلوع دائم نحو الثريا. ستحقق الوزارة «رضا المستهلك» لو أجابت بشفافية عن السؤال وقرنته بمواجهة الأسباب والمتسببين.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.