كنت أظن أن الغموض والحيرة في قضية فايروس كورونا تحيط بنا نحن غير المتخصصين، ومن لا نعرف عن الطب إلا مراجعة الطبيب عند الحاجة «الله يغنينا وإياكم بواسع فضله وكرمه».
لكن الدكتور طارق مدني بدد هذا الظن، حين تطرق إلى الغموض وهو المتخصص. الدكتور طارق هو أستاذ الطب الباطني والأمراض المعدية في جامعة الملك عبدالعزيز، وهو أيضاً رئيس الجمعية السعودية للطب الباطني، أي أنه من أهل الخبرة، وفي مشاركة له عن «كورونا» في صحيفة الاقتصادية، ذكر نقاطاً جوهرية كنت أعتقد أنها غائبة عنّا نحن غير المتخصصين. ولبيان حجم الغموض أنقل نصاً مما ذكره الدكتور طارق من «أن وزارة الصحة لم تعط منذ شهور أي نتائج عن الخصائص الوبائية لمرض «كورونا»، وكيفية انتقاله وانتشاره، ولماذا وجد واكتشف في مدينة الإحساء؟»، مبيناً أنها – أي وزارة الصحة – «لم تظهر أي معلومات مفيدة حول هذا المرض، على رغم مرور شهور عدة على ظهوره».
وأضاف: «هناك غموض ولا نعلم أين المشكلة»!
ثم يستنتج الدكتور مدني قائلاً: «إن قلة الخبرة تسببت في عدم معرفة التعامل مع فايروس كورونا»، معرباً عن أمله «في قيام وزارة الصحة بإطلاع المجتمع على نتائج الاستقصاء الوبائي للمرض في المملكة».
إعلان النتائج للعموم حق لنا يجب على وزارة الصحة الوفاء به لصحة الجميع، ليعلم كل فرد ما عليه فعله، والملاحظ أننا أُشغلنا بقضية من اكتشف الفايروس، فظهر طبيب مصري في الصورة، في حين أن جلّ همنا هو الاطمئنان على صحتنا، ومن دون إعلان من وزارة الصحة فـــيه إجابات شافية، فليس هناك من تفسير سوى استنتاج طبيب متخصص ورئيس جمعية متخصصة، أي «قلة الخبرة في الوزارة»، وهو ما يثير مزيداً من «وباء» القلق».
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
يبدو اننا نحب الغموض
في كل شيء
حتى في الغموض نفسه:)