واجبنا

من المحزن أن نقرأ كل يوم عن شباب غُسلت أدمغتهم واستخدموا حطباً للحرب في العراق، ومن الواضح حتى الآن أننا لم نقم بما يجب القيام به، والدليل هو استمرار المسلسل، هناك عدم وضوح في سبل المواجهة وأدواتها، على رغم الرفض المعلن والتضييق وملاحقة من يحمل السلاح إلا أن هناك جيوباً للتفريخ ما زالت موجودة، ومن أخطائنا الجسيمة “التعميم”، يمسك الإعلام بقصد أو من دون قصد بمنطقة ما أو جهة حكومية أو نشاطية فيقرر أنها من أسباب تفريخ الإرهاب، ثم تأتي الحملات ضد هذا التقرير لنفيه ونسفه جملة وتفصيلاً، وكلا الطرفين، حسب اعتقادي، على خطأ، على رغم أنهم يهدفون إلى المصلحة العامة، لكن كل العمل ومحاولة البحث عن بؤر تفريخ الإرهاب وغسل الأدمغة وجمع عيدان الحطب لإرسالها إلى العراق وربما سورية تختفي بعد تلك التحقيقات الإعلامية، ثم تتحول القضية إلى مناطقية أو وظيفية، يُبرَّأ فيها ناس ويُتَّهم آخرون.
والحقيقية أننا نواجه فكراً خطيراً، وما يزيد من خطورته هو وجود منطقة رمادية  ضبابية بين هذا الفكر والفكر الذي يواجهه!، هذه هي الحقيقة، تلك المنطقة هي الثغرة التي يدخل منها ويخرج من يريد استخدام ذلك الفكر لإرسال السذج من الصغار واستخدامهم في القتل، وقيادته المركبات المتفجرة وهم لا يفقهون. استهداف الوطن بالأعمال الإرهابية يفشل يومياً بفضل الله تعالى أولا ثم بفضل جهود رجال الأمن، لكن استهداف الأفراد خصوصاً الشباب مستمر، تسلب عقول الشباب والمراهقين ويرسلون إلى سورية أو الأردن أو غيرها تتلقفهم جماعات هناك لاستخدامهم رجالاً آليين لقتل أنفسهم وآخرين، أليس أمراً عجيباً أننا لم نسمع أو نقرأ عن تسلل  مقاتلين من الحدود السعودية – العراقية، إلى العراق على رغم طول هذه الحدود في حين نقرأ كل يوم عن وجودهم في سورية!، وانظر إلى ما نشرته جريدة الوطن  يوم الاثنين الماضي عن فريق كرة قدم اسمه نادي الرشيد في محافظة الطائف السعودية وكيف غُسلت أدمغة كثير من لاعبيه إلى أن ذهبوا إلى العراق، ويروي والد أحدهم وهو المواطن مطر السواط  قصة اختفاء ابنه ماجد أحد لاعبي النادي وبعض زملائهم وكلهم دون العشرين عاماً، قال المواطن إنه بعد سفر ابنه المفاجئ بأيام وصلته مكالمة من مجهول يتحدث بلهجة شامية قال له  تحدث إلى ابنك، وتحدث الابن طالباً السماح من أبيه، ثم ظهر بعد ذلك مقبوضاً عليه في قضية إرهابية على قناة عراقية.
أبناؤنا يستخدمون بيادق، حطب سياسي، ونحن ما زلنا نختلف هل المراكز الصيفية هي السبب أو المدارس والأنشطة الطلابية، أو أنها بؤر في تلك المنطقة؟!، والتعميم خطأ والتجاهل خطأ، والمنطقة الرمادية التي أشرت إليها هي الشق الكبير.
 وانظر إلى ما نشره موقع “إيلاف”، خذ العنوان فقط “سورية تكشف أوراقها التنازلية لواشنطن، قائمة بـ 1200 إرهابي، 85 في المئة منهم سعوديون”!، وكأنه خبر لا يعنينا وكأنهم غير سعوديين. مثلما يجب أن نواجهه الفكر المتطرف مواجهة حقيقية يجب أن نحمي أبناءنا ونواجه السياسات المتطرفة واستخدام مواطني بلادنا سواء كان ذلك من جماعات أم دول.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.