(فاقد الشيء… يعطيه)؟!

الصحافة التي تراقب وترصد الخلل هنا وهناك لا يعلم إلا الله – تعالى – مدى الخلل الذي تعانيه، وليسمح لي القراء الكرام الذين لم أعودهم الحديث عن شؤون الصحافيين أو الأمور الخاصة، أن أستلف منهم مقال هذا اليوم لأتحدث عن آخر تطور مهم حدث في الشأن الصحافي المحلي.
في الأسبوع الماضي تلقيت اتصالاً من زميل عزيز في جريدة “الحياة” ليخبرني، أو يبشرني، بوصول بطاقة هيئة الصحافيين السعوديين المجيدة. نكتة الموسم أن تاريخ انتهاء البطاقة لم يتبق منه سوى أربعة أشهر! بمثل هذا الأداء المتأخر هل يمكن لصحافي من منسوبي الهيئة أن يخط بقلمه، أو يفتح جهازه ليكتب عن تأخر تلك الجهة وذلك الجهاز في شأن لإنسان؟، هل يمكن لصحافي أن يتجرأ على ذلك، وبيته الصحافي من زجاج قابل للكسر؟!
سألت نفسي هذا السؤال، ثم وجدت أنه من الظلم التعميم لأن بعض الصحافيين والكتاب ليس لهم علاقة بالهيئة سوى دفع الرسوم، لذلك وصلت إلى نتيجة أقرب إلى العدل، وهي أن على الصحافيين والكتاب خصوصاً ممن يسهمون بالجهد الوظيفي في هيئة الصحافيين السعوديين وأمانتها أن يتوقفوا فوراً عن النقد المحلي والسياسي، ولا يسمح لهم سوى بنقد هيئتهم الموقرة إلى أن يصلحوا أحوالها، وأخص بالذكر أعضاء مجلس الإدارة وموظفي الأمانة،  والمستشارين…المحترمين، هذا هو الحد الأدنى من العدل والمنطق.
الأربعة أشهر الباقية في بطاقة الصحافي السعودي الجديدة هي كل ما سيحصل عليه من هيئته الموقرة، هذه هي الحقيقة، للقائمين على الهيئة ثمانية أشهر وللمنتسبين أربعة فقط لا غير من الكعكة الصحافية إن كان هناك “كع.. كة”!.
أليست الهيئة بوضع مثل القائم حالياً مثيلة لبعض الأجهزة الحكومية التي تجلد يومياً على صفحات الصحف المحلية؟ بماذا يمكن تسمية مثل هذا التقصير؟ أنا أسمية أول القطرة، فهذه هي بواكير الغيث النوعي المتوقع من الهيئة!
وإذا أردنا أن نعرف السبب لا بد من أن نعود إلى صورة تشكيلها وانتخاباتها الكوميدية، فإذا عرف السبب بطل العجب!. لذلك لن تروا طرحاً من الغالبية لمثل هذا الموضوع على صفحات الصحف؟!.
بالنسبة إلي شخصياً أحمد الله – تعالى – أنني طوال مشواري الصحافي لم أضطر إلى حمل بطاقة صحافية، إذ لم أجد حاجة لها، واكتشفت منذ البداية أن وجودها أو إبرازها قد يكون معوقاً للعمل؟!
لكن ما شأن القراء؟ ولماذا أحشرهم في هذه القضية؟ القصد أن يعلموا واقع الصحافي والكاتب السعودي بعد تكوين هيئة تعنى به، كما يقال، ليرأفوا به ولا يطالبونه بما لا يستطيع، وإذا قارنوا واقعه بما يعانونه هم ربما يعرفون حكمة المثل القائل: “سعيد أخو مبارك!”.

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.