قرر رجل صيني الانفصال عن زوجته، فقد اكتشف أنها لم تكن جميلة! الاكتشاف المتأخر جاء بعد أن رزق بمولود بعيد جداً عن الوسامة، بحث الرجل فوجد أن زوجته قامت قبل الزواج بإجراء عمليات تجميل، لكن المولود فضح تلك التحسينات، هذا خبر بثته وكالات الأنباء قبل فترة، وسبب ذكره أن الإعلام قد يقوم بمثل تلك العمليات التجميلية… التجهيلية! لدينا في الإعلام المرئي والمطبوع كثير من تلك “العيادات” ومتطوعون للعمل فيها لأسباب معروفة! والخطر يأتي من المولود القبيح، والكل يراهن على انه سيكون بعيداً عند حالة الولادة وليس له علاقة وراثية به!
لنأخذ أمثلة على هذا الواقع، اخترت لكم مثالاً من التلفزيون الرسمي وهو مستقبل لأخبار الجهات الرسمية وشبه الرسمية، ومثال آخر من الصحافة المحلية نبدأ به.
نشرت جريدة “الحياة” قبل أيام خبراً انتقد فيه “الهلال الأحمر السعودي” الأوضاع الصحية للنزلاء الموقوفين في إدارة الوافدين في المنطقة الشرقية، وفي الخبر إشارة إلى رفض فرقة إسعاف للهلال الأحمر تقديم خدماتها لأحد النزلاء بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث من “العنبر”! وشدة الحرارة وسوء التهوية وضع معها الرطوبة التي نعرفها والازدحام، وقال أحد المسعفين إنه على رغم وجود عيادة طبية في المبنى إلا أنهم يتلقون بلاغات في شكل شبه يومي! مدير إدارة الوافدين بالإنابة قال لـ “الحياة” انه تتم حالياً توسعة العنابر وتهيئتها و”العمل على” توفير الرعاية الصحية… إلخ، انتهى.
بعدها بأيام نشرت صحيفة محلية أخرى نفياً للموضوع، النفي جاء متناقضاً، العنوان الفرعي يقول: “الروائح منعت مسعفاً من علاج نزيل”، أما العنوان الرئيس بالحرف الكبير و “التبهير” فيقول: “إدارة وافدي المنطقة الشرقية تؤكد نظافة السجن”، وفي نص الخبر تناقض واضح، بل طامة تشبه المولود الصيني. ذكرت الصحيفة نقلاً عن مصدر مسؤول في إدارة الوافدين لم يذكر اسمه الآتي: “وكشف المصدر عن حالات ترفض مغادرة السجن لوجود كل وسائل الراحة في الداخل وتفضل البقاء بإرادتها”! اسمه “عنبر” فلا بد من أن النزلاء “تعنبروا” وتكيفوا معه، ومع رفض البعض الخروج منه لم تحدد الصحيفة هل يصنف بخمس نجوم أو أربع!
مثل هذه الأخبار التي تعتمد على النفي من دون مشاهدات ومعايشات ونقاش تخفي جنيناً لمولود قبيح، أترك الحكم للقارئ لأنتقل إلى المثال الآخر، قبل فترة كتبت محذراً من تكرار مشاكل بعض طائرات “الخطوط السعودية”، والأحد الماضي قرأت في موقع جريدة “الوفاق” آخر مشكلة حصلت في مطار جدة للرحلة رقم 1817 القادمة من أبها، وفي مساء اليوم نفسه يتحفني مذيع النشرة الاقتصادية في القناة الأولى بخبر، يبشر فيه بفوز “الخطوط السعودية” بجائزة السلامة التشغيلية من بين أكثر من أربعين شركة، لم تذكر الشركات! ولم يذكر من قدم الجائزة، خبر جميل جداً لا يشبه سوى المولود الصيني… القبيح! وهو ما يطرح سؤالاً: هل “صيانة الخطوط” مهتمة بالإعلام أكثر من الصيانة؟
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط