لنكن صريحين مع أنفسنا، نسبة مهمة من مشكلاتنا سببها عدم احترام حقوق الآخرين.
مع غياب وجود من يفرض النظام تنتشر الفوضى، الأمر يتعدى قيادة السيارات والمخالفات، وإن كانت أبرز وأوضح من غيرها، لكنها مما أشبع نقداً ومحاولات طرح حلول. المسألة في التعامل، الأمثلة كثيرة في غمط حقوق الآخرين من الشارع إلى المكتب. يبدأ المراجع في شرح طلبه أو حاجته للموظف ثم يرن جوال الأخير فيبادر للرد، تاركاً المراجع في منتصف الكلام، وكأنه يعتبره عصفوراً في اليد والمكالمة على الشجرة! أو يحضر صديق للموظف أو معقب لتتم المقاطعة بالصورة نفسها، والسلام لدينا بالعناق حاضر «الله لا يعوق بشر» في كل موقف، حتى ولو كان الشخص الموظف مشغولاً أو مندساً وسط خلق كثير ينتظرون لفتة منه. يبدو أن العناق هنا تأكيد لحرارة الحاجة أكثر منه حرارة اشتياق.
ولا أعتقد أننا سنتطور ونرتقي ونساعد على تيسير أمورنا إذا لم يحترم الواحد منا حق الآخر. الأولوية لمن وصل أولاً، على أن يضع حق الآخر في اعتباره. وهناك نظام واضح في المرور مثلاً حتى ولو علاه الغبار، أيضاً في التعامل قبل هذا وبعده هناك حسن الخلق، وهو ما نفتقد الكثير منه في تعاملاتنا مع بعضنا البعض، كل فرد لا يهتم سوى بإنجاز شأنه ولو على حساب آخرين، يعتبره البعض إنجازاً وشطارة، الأجهزة الحكومية عليها دور في هـــــذا ما دامت الممارسات تقع داخل مبانيها، لكن في الشارع – سواء كنت تركب سيارة أم ماشياً – الكوابح تتلخص في حسن الخلق، والعجيب أن في مجـــــتمعنا مـــــباريات تنافسية على أشدها، في كل شـــأن تقريباً، لكنها تتركز على الشكل وتــــــبتعد عن المضـــــمون، حسن التعامــــــل وحسن الخلق ليس لهما حــــظ في المنافسة.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
يسعد الله يومك اخي عبدالعزيز… والله مسالة احترام الاخر مفقودة من ثقافة المجتمع للاسف فمثلا ياتي شخصين الى موظف لديهم نفس المعالملة احدهم يعرف الموظف ياخذه بالاحضان وينجز معاملته والاخر يواعده .. بكل سذاجة وبرود وصل الامر الى هذا الحد من بعض الموظفين .. في رايي ان الاخلاق قبل انجاز اي عمل …
أعتقد أن سوء الخلق سمة العصر ” معك حق أستاذ عبدالعزيز فسوء الخلق ماركة للموظفين السعوديين” وعن تجربة أنا أصحب أمي إلى مستشفى الشميسي وأصادف سوء الخلق من موظفيّ المستشفى والأطباء العاملين فيه وموظفات الأمن والممرضات وكاتبات المواعيد!!!!! نسبة قلية جدا إذا صادفت موظفا حسن الخلق ..ولا أذكر ممن يملكون الخلق في مستشفى الشميسي إلا طبيب مصري اسمه عاطف عثمان ” وهبه الله تعالى خلق الصالحين ..هادئ , يستمع إلى المريض ويكشف عليه وهو في نظري عجيبة من عجائب الزمن فأطباء الشميسي لا يكشفون على المرضى ويكتبون له الوصفه من خلال التحاليل وهناك طبيب سعودي اسمه عبدالحميد أبا الخيل ” رجل خلق حقيقي وأسمع الكثيرات من المرضى يمدحن حسن خلقه وهناك كاتبة مواعيد …بين كل كاتبات مواعيد الشميسي السيئات الخلق تظهر هي كملاك ” مبتسمة وتنصت للمراجعات رغم الزحمة ولأجل هذا الخلق أصبحت أقف في شباكها حتى لو كانت الزحمة بغيضة حتى لو كانت الشبابيك الأخرى مفتوحه بلا زحام ..واسمها فوزيه فرج …..غير ذلك الشميسي كمكان بؤرة فساد خلق ومن لم يصدقني ليقم بزيارتهم ويتابع …عموما سوء الهلق أنتقل إلى المقيمين ..من أطباء صيادلخ خاصة إلى بائعي الخضار إلى البائعين في البقالات إلى إلى …..مديرات المدارس ومعلماتها …ياااااا قلبي لا تحزن ” شعرت بأني أصبت بإكتئاب وأنا أكتب هذا الرد :(