بعد ترك المنصب لا يرغب المسؤول في الحديث عن الشأن العام، خصوصاً ما يتعلق بنطاق عمله السابق، يمكن القول إن الغالبية العظمى من هذه الشريحة ملتزمة بهذه «السنة»!
من النادر أن تقرأ كتاباً أو تصريحات لمسؤول سابق عمّا حدث وكيف ولماذا؟
99 في المئة يفضلون الصمت سواء أكان الخروج إلى موقع آخر أم للبزنس والتقاعد، يمكن لك وضع ما تشاء من أسباب، منها أن بعضهم يتمنى ألا يتحدث أحد عمّا فعل؟!
المحصّلة أننا لا نعلم كثيراً مما دار وكيف حصل؟ تضيع علينا فرص إعادة التقييم ثم التقويم في وقتها المناسب.
محافظ التأمينات السابق سليمان الحميّـد كسر هذه القاعدة، في مجلس الشورى وضع خطوطاً حمراء «بقلم مسؤول سابق» على أرقام وزارة العمل في «زيادة توطين الوظائف»، وحذّر من التوظيف الوهمي، كأنه يتساءل إلى أين سيقودنا «نطاقات» و«حافز».
لا يمكن إنكار جهود وزارة العمل في تحريك الراكد، أيضاً لا يجب أن يعمي هذا أبصارنا عن تقييم التجربة قبل فوات الأوان، وحتى لا تظهر لنا أحلام مدن اقتصادية أخرى، أو أرقام استثمارات أجنبية وريادية تنافسية كما تغنّت كثيراً الهيئة العامة للاستثمار في فترتها السابقة.
كان من الممكن لسليمان الحميّـد أن يفعل مثل غيره، يصمت كما صمت آخرون على واقع «ملمع إعلامياً» اكتشفنا بعد سنوات طول أخطاء وانحراف مسارات فيه، ومن الذي سيعاتبه على ذلك بقدر ما يتوقع من عتاب بعد مداخلته الشوروية، لكنه فضّل رفع الصوت وهو مما يحسب له، والمسؤولية الآن على الجهات الرقابية، التوطين الوهمي حقيقة نعرفها جيداً ويعرفها رجال أعمال صغار وكبار، الصمت والمداراة عنها يزيدان من تضخم مشكلة قد تستعصي على الحل مستقبلاً.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط