لست مهندساً ولا أفهم في الهندسة، وأحمد الله على ذلك، لكنني أكاد أجزم بأن للهندسة والإشراف عليها نصيباً وافراً من سوء تنفيذ المشاريع. الاهتمام بالشكل والتصاميم «الفاغرة»! الباهرة التي تصبح لاحقاً صوراً تغرد بها شاشات التلفزيون، ثم تصاحب الأخبار واحدة من العلل. الاهتمام بالشكل طاغ على المضمون العملي المفيد، ويتم تعامل الأجهزة الحكومية مع المشاريع على أنها تحف، لذلك تجد أن التلميع و«الزبرقة» سائدان.
«مشاريع» مبان جديدة وقديمة تخر من ماء المطر، بعض الجديد منها خرت شلالات من سقوف لامعة مجملة، من الذي صمم ونفذ وأشرف؟ ومن وقع بالتسلم؟ لو أتينا بهؤلاء لنزح الماء بالملاعق وصورناهم، لكان هذا أفضل تقدير لهم.
من الواضح أن من صمم السطوح/ السقوف وهندسها ونفذها وأشرف عليها هو نفسه الذي صمم الشوارع وتصريف المياه، والنتيجة واحدة.
لا تسألني عن الصيانة وعقود التشغيل، فهي قابعة بإخلاص لتلميع رخام الممر إلى مكتب المسؤول الأول، فهو لن يعتلي السقف في حياته الوظيفية.
هناك هيئة للمهندسين السعوديين من واجبها الوطني كشف المستور. إنها بحكم التخصص والعضوية متابعة للمشاريع، وتعلم أكثر من غيرها من هندس ونفذ وأشرف وتسلم، ولو قدمت مثل هذه المعلومات للإعلام القديم أو الجديد، لأحدثت فرقاً، وبيّنت الصالح من الطالح، ومثلما يصب هذا في المصلحة العامة، هو أيضاً يصب في مصلحة المهندسين النظيفين، لماذا الهيئة؟ لأن الأجهزة الحكومية ومنها «نزاهة» وهيئة الرقابة والتحقيق لن تعلنا شيئاً! أما الأجهزة الحكومية التي تضررت مشاريعها، فهي الآن في حال «اللطمة»، وحين تتحرك السحابة ستخرج وتتحدث عن مشاريع جديدة. خلال الأعوام الماضية مع تعدد المشاريع المتعثرة والمنفذة في شكل سيئ لم يعلن بالاسم عن عقوبة على مكتب استشاري واحد ولا عن مقاول واحد ولا عن موظف تسلم مشروعاً ثبت أنه يخر، ولا عن شركة صيانة لم تنظف السطوح التي حينما دشنت قيل إنها صروح.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط
أيضا أستاذ عبدالعزيز تكتب بمخملية رغم أنك أصدق وأنقى كتّاب الصحف ..في نظري أن الدولة يجب أن تتعامل بحزم مع من نفذ المشاريع ورصف الشوارع …لا تكف الملعقة أستاذي إنما يجب أن تقطع أيديهم وأرجلهم وينفوا من أرضنا فهم مفسدون …أجل بلد مثل بلدي الغنية جدا لا يوجد فيها تصريف لمياة الأمطار ” من هذا الغبي الذي نفذ الشوارع الرئيسية وأقامها دون تصريف إذا أنا أسكن في بيت فيه شبكات تصريف للمطر ولله الحمد كيف بمدن المملكة ” والكبيرة تحديدا في كل مطر وموسم شتاء تغرق في شبر مويه !!!! وفي كل مطر تمنعنا أمي حفظها الله تعالى من الخروج من البيت حتى لو كان عندنا موعد في المستشفى ” خايفة علينا من الغرق …..يا أستاذي بنية بلدي عطبة ومشلولة في الواقع لا يوجد بنية تحتية وكل موسم شتاء سنكتب كما كتبنا في أول موسم ولن يتغير الوضع فالمفسدون يأكلون ويلحسون أصابعهم ويشربون وينامون ولا عندهم ذرة إحساس فلتغرق البلد في ماء المطر مادام أنه لا يوجد أحد ليحاسبهم ويجرهم من رقابهم كما تجر الذبيحة للمسلخ ….يااااااا ناس حاسبوهم وإلا سيبقى الوضع كما هو …وستغرق الرياض وجده و….و…….و…..في شبر مويه وياليت تحلون نزاهه ما منها فايدة وحسبي الله وكفى
ان لم تاخذ على عاتقها ( هيئة المهندسين السعودية ) تلافي جميع الاضرار المحدثة في المشاريع وخاصة الحكومية منها والقيام بمهامها الوطنية والمهنية .. وان بقت الحال على ما هو عليه فوجودها من عدمه سواء.. فلا بد والحالة هذه ان يثبت المهندس والمهندسة السعوديين ان لهم نصيب في اعمار بلدهم بصورة مشرفة وجميلة وراقية حتى يفتخر بهم وطنهم.. وعلى اقل تقدير يعملون كما شاهدوه في البلدان التي حصلوا على الشهاده منها …