الصوت الخافت وضحايا التجييش

في الفتاوى التي تصدر عن سماحة مفتي السعودية وهيئة كبار العلماء فيها، سواء رد على أسئلة أم في خطب الجمع، لا تتوافر آلة إعلامية منظمة وجيدة تتولى عرضها بالشكل المطلوب لتصل إلى أكبر شريحة وصولاً مؤثراً،
 أخص بالذكر بعض الإجابات عن أسئلة تتناول شؤوناً تتقاطع مع قضايا خارجية، أو تضعها دوائر في الخارج ضمن أولوية اهتمامها، لا تتوافر استشارة إعلامية محترفة، الكلام يمكن أن يحرّف أو يُجتزأ أو يفهم في شكل خاطئ إذا وضع في غير مكانه.
في قضية التحاق شباب سعوديين بمجموعات مسلحة في سورية أو غيرها، وفي مقابل الأصوات المحرضة التي تهيج عواطف الشباب للانخراط، ليتحولوا إلى حطب تستخدمهم مجموعات مسلحة لا يعرف عنها سوى ما تعلنه عن نفسها، أو ما تبثه وسائل إعلام غربية، في مقابل هذه الأصوات العالية خصوصاً في مواقع التواصل الاجتماعي، لا تتوافر مواجهة إعلامية شرعية تتناسب للرد والتحصين ودحض الشكوك، والسبب أن مثل هذا لم يؤسس له، لذلك نسمع بين فينة وأخرى عن شاب قال لأهله إنه ذاهب إما للسياحة أو لشراء حاجة ما من دولة مجاورة، ثم يُفاجأ أهله بخبر مقتله في سورية.
 ولفضيلة الشيخ صالح الفوزان فتوى في ما يخص القتال في سورية بأنه فتنة، والحروب بين المجموعات المسلحة كشفت عن المستور، وقبل هذا في بواكير الأحداث في الشام كان السوريون من الثائرين يرددون أنهم ليسوا في حاجة إلى رجال، وسبق لي نشر نموذج من ذلك.
قصة دارس الطب السعودي الذي ترك دراسته وذهب إلى هناك، فكان عبئاً عليهم وتعرّض للسخرية، لست أعلم هل استطاع الخروج أم لا؟ الفتاوى الشرعية بهذا الخصوص التي تصدر عن الجهات الرسمية المعتبرة في السعودية تبقى في الظل أمام قوة التجييش واستغلال العاطفة الدينية، وهو ما ينبغي سرعة تداركه.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.

 

 

هذه المقالة كُتبت في التصنيف الحياة. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

3 تعليقات على الصوت الخافت وضحايا التجييش

  1. صدقت استاذي عبدالعزيز.. ان الشباب وخاصة من بلدنا سعوديين يذهبون تدفعهم فتاوي تصدر من دعاة ثبت من تصرفاتهم انهم جهلة ولا يفقهون من الدين الحنيف سوى تغرير بعض الشباب الفارغ فكريا بدعوة الجهاد .. البعيد كل البعد عن المفاهيم الاسلامية السامية .. لتلتهمهم محرقة طائشة يقوم بفتيل اشعالها فرق اجرامية جهنمية يدعون الدين الاسلامي وهو بريء من هؤلاء الذين يحاولون تشويهه .. لكن الله اقوى من هذه الخزعبلات التافهة

  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    عشرة على عشرة يا عم !
    وان كان لي من إضافة ..
    في وإن كانت بسيطة ، إلا انها تحمل في طياتها نماذج لأشخاص تحاملوا على الشيخ الفوزان ..
    وبعد أكثر من سنة .. تتضح الصورة ويتضح الناضج من المتحمس الفج !
    تفضل اذا سمحت
    اولا :
    تغريدات من سخروا من الشيخ صالح الفوزان ووصفه لما يحدث في سوريا بالفتنة
    http://awraq-79.blogspot.com/2014/01/blog-post_9627.html

    ثانيا:
    من الذي سقط في الفتنة !!!!? / مقال فيه رد على بعض الساخرين ومنهم بكل أسف أكاديمي “مهرج”
    http://awraq-79.blogspot.com/2014/01/blog-post_7.html

    ثالثا :
    الشيخ عبد العزيز الفوزان: سوريا وإيران صنعتا “داعش” لإجهاض الثورة
    http://awraq-79.blogspot.com/2014/01/blog-post_6746.html

    رابعا : ارجو المعذرة لوضع الروابط ،، ولكنها الضرورة
    وقد لا أعود لها ، ولكن طمعانين في كرمك
    بارك الله في و وفقك وأسعدك في الدارين

  3. abdulrahman alrezehi كتب:

    التساؤل لماذا فتاوى اللجنة الدائمة لا تقرأ بصوت واضح واعنى بذلك لماذا لا تنشر كل فتوى في الصحف وتقرأ في المدارس وتتلى في الخطب المنبرية اليست من فقه الواقع الذى نعيشه هذه الايام بالامس عزينا احد اصدقائنا بوفاة ابنه الشاب والعائد من الابتعاث والذى استشهد في حرب الفتنة في سوريا عوضه الله خيرا واجر والده والذى لم يكن يعلم عن ذهاب ابنه لو ان فتاوى المشايخ المحذرة من تلك الفتن تعمم في الاعلام المرئى والمسموع ووسائل التواصل لاستطعنا ان نقنع كثيرا من الشباب بالتعقل بدون استهزاء بالرأى الاخر

التعليقات مغلقة.