مقولة «غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع» تنطبق أيضاً على سلوك بعض سائقي المركبات. في الطرق تلاحظ التعاون «الأمثل» بين السائقين للتحذير من كاميرات ساهر، هذه «الفزعة» لا ترى مثلها في حال القيادة العادية، لا ترى تعاوناً مع بعض ولا صبر على البعض من بعض آخَر. يبدو لي أن فزعة مثل تلك ليست سوى نكاية بساهر لا حفاظاً على حقوق الآخرين أو تقديراً لأوضاعهم.
أكثر المخالفات التي تؤدي إلى حوادث، هي ناتجة من رغبة في اختصار الطريق والوقت، يعكس السائق الطريق لأجل وجود مدخل بمسافة أقصر، لا يعنيه مفاجآت محتملة خطيرة، لا يكلف نفسه بزيادة دقائق وأمتار للمدخل الأنسب والسليم الأكثر آمنا، يقف مزودجاً لأجل مسافة مشي أقصر من القصر نفسه إلى باب أو بوابة، غير عابئ بوقت آخرين أو سلامتهم.
ولو كان الوقت له قيمة إلى هذا الحد في مجتمعنا، أو كنا نرى طاقة إنتاجية تزيد على «الطاقة» الاستهلاكية لكان الواحد يحاول استنتاج تفسير لا تبرير، لكن الحقيقة أن أكبر طاقة لدينا هي طاقة السواليف، وهي طاقة متجددة لا تنضب، سواليف في المجلس وعند الباب وفي السيارة الواقفة والمتحركة بأي سرعة كانت تتحرك، وما تبقى من الوقت سواليف في «واتسآب»، وكأنّ الفراغ المملوء بالهواء ينتظر من يملؤه بالثرثرة.
والوعظ أو التثقيف المروري لزيادة الوعي وحده هنا لا يفيد، لن يحقق الفرق سوى تطبيق القانون. الأخير هو الذي يضع حداً صارماً للأنانية المتفشية.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط