أين يخبئ وجهه كل من روج للغزو الأميركي البشع للعراق، سلسلة الفضائح مستمرة وتساقط أفراد من الإدارة الأميركية يتوالى، الأميركيون أنفسهم كشفوا التضليل والخداع والوقت كفيل بإسقاط البقية، سياسة التضليل والخداع الأميركية حققت نتائج مروعة في منطقتنا، والمستقبل يخبئ الكثير.
وفي حين يحاسب الأميركيون إدارتهم وفي حدود مصالحهم، يبقى السماسرة الإعلاميون من العرب وأشباههم الذين روجوا للغزو الأميركي للعراق في مواقعهم، لنتصور أن محققاً مثل فيتز جيرالد سيأتي إلى المنطقة وينبش في الأوراق والاتصالات ماذا سيجد؟ هل سيكشف لنا الثمن الذي دفع لهؤلاء للترويج لمصطلحات الحرب ومن ثم للحرب نفسها. قام السماسرة الإعلاميون بتزيين حرب الاحتلال وزخرفتها، فجعلوا منها الخلاص الوحيد والبوابة للحرية وحقوق الإنسان والديموقراطية لمنطقة جائعة راكدة. كانوا يقولون رحبوا بالجندي الأميركي الملاك، وكان أن أطلقوا عليها حرب التحرير، واستماتوا في طمس جرائم الجندي الأميركي، كانوا يقولون إنها أخطاء فردية ويبررون أنها تعلن ويحاكم الجناة، وشاهدنا ماهية هذه المحاكمات وما صدر عنها. كانوا يتمترسون بتصرفات الأنظمة الشمولية العربية، فهي الخيار الثاني والوحيد، بدأ هؤلاء مهمتهم بالسخرية من التفكير العربي والعقل العربي ووصموه بالاعتماد على نظرية المؤامرة، وكانت كل محاولة للمواجهة توصم بالسطحية و… نظرية المؤامرة، وهذه خيوط المؤامرة الكبرى تتبين وتظهر كل يوم، التضليل الذي مارسه أفراد أو مجموعات في البيت الأبيض على الشعب الأميركي والعالم أجمع يتكشف ويزاح الستار عنه، فمن يكشف لنا ما فعله أولئك بالعقول العربية، ودورهم في تغذية الإرهاب وإنعاشه .
أثبتت الأيام أن كل من واجه هذا الغزو والتبشير به كان على حق، وأن الكارثة التي حلت بالعالم العربي كانت مؤامرة كبرى، وأن لا نوايا حسنة هناك، وأثبت الواقع على الأرض أن لا حقوق للإنسان العربي، الحقوق مكفولة فقط لجنود الاحتلال وضباطه، ومثلما خدم سماسرة الإعلام العربي الاحتلال الأميركي والمحافظين الجدد قاموا وعن عمد بخدمة إسرائيل، وكلما جاء ذكر إسرائيل في حرب احتلال العراق كانوا يسخرون من هذا العقل العربي المصاب بالوسوسة، عقل مصاب بالجمود ولا يريد التطور والتحديث واللحاق بركب الأمم المتقدمة، عقل يضع إسرائيل شماعة.
خذ تصريحاً طازجاً لمستشار الأمن القومي الأميركي ستيفن هادلي يقول السيد هادلي: “إن انسحاباً مبكراً من العراق من شأنه أن يشجع المتطرفين الذين يريدون تدمير إسرائيل!”. عندما تأتي إسرائيل على لسان المسؤول الأميركي سيقبل بها سماسرة الإعلام العرب، وأضاف هادلي: “يجب أن لا يحكم على إسرائيل باسم الاستقرار بأن تعيش في منطقة يهددها فيها مستبدون”.
مبروك للسماسرة الثمن الذي حصلوا عليه لكني أذكرهم بأن في طياته الكثير من الدماء والقتلى والدمار.
-
* الموقع يحدث بإستمرار مع نشر المقالات في صحيفة الإقتصادية .
أحدث التعلقيات
-
أحدث المقالات
الأرشيف
كتب
- هذا الموقع بدعم وإدارة من شبكة أبونواف
روابط